الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

حملُ الأسرى إلى يزيدقصص قصيرة
أضيف بواسـطة
النـص : حملُ الأسرى إلى يزيدقصص قصيرة انبرَى جلاوزةُ يزيد إلى بناتِ النَّبيِّ والأَطفالِ , رَبَقوهُم بالحِبالِ كما تُربَقُ الأَغنامُ , وضعوا حبلاً في عنقِ الإمام , أَوصلوه بعنقِ الحَوراءِ , وامتدَّ الحبل لأعناق بناتِ الرَّسولِ . سَاروا بهم , كلَّما قَصَروا عن المَشي أَوسَعوهم ضرباً بالسِّياطِ , أَوقفوهم بينَ يَدَي يزيد . استَبشَرَ الطاغيةُ بدخولِهِم ورأسُ الحُسينِ بينَ يَدَيهِ , غَمَرتُهُ الفَرحةُ , أَنشدَ : لَمَا بَدَتْ تِلكَ الحُمُولُ وَأشْرَقَتْ .تِلكَ الشُّمُوسُ عَلَى رُبَى جَيْرُونِ نَعَبَ الغُرَابُ فَقُلْتُ نُحْ أَوْ لا تَنُحْ .فَلَقَدْ قَضَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ دُيُونِي التفتَ زينُ العابدينَ إلى يزيد , خاطبَهُ : ما ظَنّكَ بجدِّنا رسولِ الله لو يرَاَنا على هذه الصِّفَةِ؟ تأَلَّمَ مَنْ في مَجلسِ يزيد , تعالَتْ ندباتُ بكائِهِم , تَهافَتَ الطَّاغيةُ منَ المَنظرِ المُفجِعِ , حَرَّكَ لسانَهُ : قبَّحَ الله ابنَ مِرجَانَة لو كانَ بينكم و بينَهُ قرابَة لمَا فَعَلَ بكم هذا ؛ أَمَرَ بالحِبالِ تُقطَعُ, رَمَقَ الإمامَ , حدَّثَهُ : إيهٍ يا عليُّ بنُ الحسينِ, أَبوكَ الذي قَطَعَ رَحِمي و جَهِلَ حَقِّي و نازعني سُلطانِي فَصَنَعَ اللهُ به ما رَأَيت . ـ تَلَا عليهِ زينُ العابدين آيةً بهدوءٍ واطمئنانٍ: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . اهتزَّتْ نفسُ يزيد , اشتاطَ غضَباً, خَمَدَتْ نَشوةُ أَفراحِهِ , أَردَفَ بآيةٍ على مسامع الإمامِ : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ. ـ رَدَّ عليه الإمامُ :هذا في حَقِّ مَنْ ظَلَمَ لا في حَقِّ مَنْ ظُلِمَ ؛ زَوَى وجهَهُ عنه احتقارًا له , واستهانةً بشأنِهِ‏ , صَمَتَ . بقلم مجاهد منعثر منشد المجموعة القصصية ظمأ وعشق لله , الطبعة الأولى , دار جسد بغداد ، 2022 , الفصل السابع ,السبايا إلى دمشق ,فالمدينة, ص123.
تاريخ الإضافـة 15/08/2022 - 11:06