الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

صَباح الحادي عشرَ من مُحرَّمقصة قصيرة
أضيف بواسـطة
النـص : صَباح الحادي عشرَ من مُحرَّمقصة قصيرة حَمَلوا عَقَائلَ النُّبوةِ على جِمَالٍ بغيرِ وطاءٍ, رُبِطوا بالحِبَالِ ,عُزِفَتْ أَبواقُ الجَيشِ ,خَفَقَتْ راياتُهم . سَاقَ عُمَرُ بنُ سعدٍ مَوكبَ ودائع النَّبيِّ كما يُساقُ سَبي التُّركِ والرُّومِ . أَقسَمْنَ عليهم بصَوتٍ حَزينٍ : بِحَقِّ اللهِ إلا ما مَررتم بنا على مَصرعِ الحُسينِ . نَظَرت النُّسوةُ إلى القَتلى ,أَشلاءً مبعثرَةً ودماءً, صرخْنَ ,ضَربْنَ وجههُنَّ , ندبتْ عقيلةُ الهاشميينَ الحسينَ بصوتٍ حَزينٍ وقلبٍ كئيب : يا مُحمَّداهُ , صلَّى عليكَ ملائكةُ السَّماء . هذا حسينٌ مُرمَّلٌ بالدِّماء، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ, مَسْلُوبَ العِمامَةِ وَالرِّداءِ ، وبَناتُك سبايا، إلى الله المُشتَكَى ,وإلى محمَّدٍ المُصطَفَى , وإلى عليٍّ المُرتَضَى ,وإلى فاطمةَ الزَّهراءِ , وإلى حمزةِ سيِّدِ الشُّهدَاءِ . يا مُحمَّداهُ ,هذا حُسينٌ بالعَراءِ ,مَحزوزُ الرأسِ مِنَ القَفَا . بِأَبِي مَنْ أَضْحَى معَسْكَرُهُ في يَوْمِ الاثْنَيْنِ نَهْبًا. بِأَبِي مَنْ فُسْطاطُهُ مُقَطَّعُ العُرَى. بِأَبِي مَنْ لا غائِبٌ فَيُرْتَجَى، وَلا جَرِيحٌ فَيُداوَى. بِأَبِي مَنْ نَفْسِي لَهُ الفِداءُ. فَأَبْكَتْ العَدوَّ والسَّبايا , سَأَلَتْها سَكِينَةُ : لمَنْ تُخَاطبينَ ؟ ـ أُخَاطِبُ أَباكِ الحُسينَ . أَلقَتْ بنَفسِها مِنَ المَحمَلِ على جَسدِ أَبيها , اعتَنَقَتْ جِثَّتَهُ . خَاطَبَ ابنُ سَعدٍ جِندَهُ : نحوُّها عَنِ جَسَدِ أَبيها . سَحَبوها , نَهَضَتْ بِسيلِ الدَّمعِ على الخَدَّينِ. حامل الرَّأس جنَّ الليلُ, ذَهَبَ حَاملُ الرأسِ لمنزلِهِ , وضعَ الرأسَ بمكانٍ ما, دَخَلَ فراشَهُ , نَطَقَ في أُذُن امرأتِهِ : جئتُكِ بفَتَى الدَّهر , هذا رأسُ الحسينِ بينَ يديكِ في الدار ! صَاحتْ مرتاعة : ـ ويلك! تأتي الناسُ بالذَّهبِ والفضَّةِ , وجئتَ برأسِ ابنِ بنتِ رسولِ الله ؟ واللهِ لا يجمَعُنِي وإياكَ بيتٌ أبداً! انطلقتْ خارج الدارِ تعدو مذعورةً . . للكاتب مجاهد منعثر منشد المجموعة القصصية ظمأ وعشق لله , الفصل السادس سبي آل الحسين , ص 112ـ113.
تاريخ الإضافـة 10/08/2022 - 15:47