Warning: file_get_contents(): https:// wrapper is disabled in the server configuration by allow_url_fopen=0 in /home/nahraincom/public_html/class/content.php on line 380

Warning: file_get_contents(https://nahrain.com/print.php?cntntid=454251): failed to open stream: no suitable wrapper could be found in /home/nahraincom/public_html/class/content.php on line 380
موسـوعة النهريـن - نعى نفسه واستنجاد قصة قصيرة
الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

نعى نفسه واستنجاد قصة قصيرة
أضيف بواسـطة
النـص : نعى نفسه واستنجاد قصة قصيرة دخل الحسين إلى خيمته يعالج سيفه ويصلحه , سمعه أبنه الإمام زين العابدين ينشد بصوته الرخيم: يادهر أف لك من خليلِ كم لك بالإشراق والأصيلِ كم صاحبٍ وطالبٍ قتيلِ والدهرُ لايقنعً بالبديلِ وإنَّما الأَمرُ إلى الجليلِ وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ أختنق أبنه بعبرته , لزم الصمت , علم البلاء قد حلَّ ! اخترقت أَبيات الإمام أَسماع العقيلة , أَحست أَنَّ شقيقها وأَهلها مصممون على الشهادة ,أمسكت قلبها بذعر , وثبت تجر أذيالها ,فاضتْ عيناها بالدموع , انبرت قائلة لأَخيها : واثكلاه , واحزناه! ليت الموت اعدمني الحياة , ياحسيناه , ياسيداه , يابقية أَهل بيتاه . استسلمت ويئست من الحياة !! اليوم ماتَ جدّي رسول الله , وأمي فاطمة الزهراء , وأَبي علي , وأخي الحسن , يابقية الماضين وثمال الباقين . تحنن قلب الحسين على أخته , نطق : يا أُخَيَّةَ لا يذهب بحلمك الشيطان . شحبَ لونُه , مزق الأَسى قلبها الرقيق المعذب , كلمته بأسًى والتياع : أتغتصب نفسك اغتصاباً, فذاك أطول لحزني وأشجى لقلبي. لم تمتلك صبرها , تيقنت أَنَّ شقيقها مقتولٌ , شقَّت جيبها , لطمتْ وجهها ,خرَّتْ على الأرض فقدتْ الوعي . شاركتها النسوة المحنة , صاحت أم كلثوم : وامحمداه , واعلياه , وأمَّاه , واحسنياه , واضيعتنا بعدك. ذاب قلب الإمام الزاكي , أَثَّرَ المنظرُ الرهيبُ في نفسه , تحسَّرَ , تقدَّم إلى السيدات من بنات الوحي ,أمرهن بالخلود إلى الصبر وتحمل أعباء المحنة الكبرى, ناطقاً: ياأختاه , ياأم كلثوم , وأنتِ يازينب , وأنتِ يافاطمة , وأنتِ يارباب : أنظرنَ إذا قتلتُ فلا تشققنَ عليَّ جيباً, ولاتخمشن وجهاً, ولاتقلن هجراً. استنجاد اهتزَّ كيانُ حبيب بن مظاهر الأسدي, يرى الإمام الحسين لوحده تتظافر القوى الغابرة على حربه. تقدَّم نحوه قائلاً: إنَّ هاهنا حيًّا من بني أسد, أعراباً ينزلون بين النهرين , وليس بيننا وبينهم إلا رواحة , أتأذن لي في إتيانهم ودعائهم , لعل الله أن يجري بهم إليك نفعاً أو يدفع عنك مكروهاً؟ الإمامُ لا يردُّ مقترحاً, كيف إذا كان من أخلص أصحابه الأفذاذ ؟ أذنَ له . انطلق مسرعاً , مثل عندهم , خاطبهم : إنِّي أدعوكم إلى شرف الآخرة وفضائلها وجسيم ثوابها, أنا أدعوكم إلى نصرة ابن بنت رسول الله نبيكم , فقد أصبح مظلوماً, دعاه أهل الكوفة لينصروه فلمَّا أَتاهم خذلوه وعدوا عليه ليقتلوه . استجاب سبعون شخصاً ,فأقبل عليه عبد الله بن بشر الأسدي, نطقَ , أنا أول مَنْ يجيب هذه الدعوة , ارتجز : قد علم القومُ إذا تواكلوا .وأَحجَمَ الفرسانُ إذ تناقلوا أَنِّي شجاعٌ بطلٌ مُقَاتِلُ .كأَنَّني ليثُ عرين بَاسِلُ انسحب من بينهم جبلة بن عمرو قاصداً عمر بن سعد فأبلغه خبرهم , جَهَّزَ من جيشه مفرزة بقيادة أزرق ابن الحارث الصيداوي , منعهم من الالتحاق . رجع حبيبُ حزيناً , أخبر الإمام , ردَّ عليه : الحمد لله كثيراً. . للكاتب مجاهد منعثر منشد المجموعة القصصية ظمأ وعشق لله , الفصل الخامس المأساة الخالدة , ص 85ـ86.
تاريخ الإضافـة 05/08/2022 - 21:23