الزهراء وشرعية السلطة الحاكمة باسم الاسلام ---------------------------------- بعد مقتل رسول الله وبعد ان انقلبوا على قيادة الرسول في حياته قبل مقتله عندما اتهموه بانه يهجر اي يخرف كما روى ذلك البخاري في ثلاثة مواضع اوضحها ما ورد في صحيح البخاري منشورات وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، 1417 – 1997 ، نجده قد ذكر الحديث في كتاب الجهاد والسير باب هل يستشفع الى اهل الذمة ومعاملتهم الحديث رقم 3053 ، حاول قادة الانقلاب ان يضفوا على سلطتهم صفة شرعية من خلال التمسح برسول الله مدعين ان قريش احق بالحكم لانهم قبيلة الرسول وان ابو بكر احق بالحكم لانه من اوائل الذين امنوا بالاسلام وانه ابو زوجة الرسول وانه من اختاره المسلمون لقيادتهم . ووضعوا الاحاديث التي تسند ادعائتهم ولكن في خضم محاولاتهم ظهرت العقبة الكبيرة التي تقف بينهم وبين تلك الشرعية وهي وجود السيدة فاطمة الزهراء ام ابيها وريحانة رسول الله وابنته لذلك كان يجب ان يتم تعبيد طريقهم الى الحكم بدماء الشهيدة الطاهرة . لقد بلغت ظلامة السيد فاطمة الزهراء حد ان بعض من يدعون التشيع لال البيت ان ينكروا تلك الظلامة بحجة الحفاظ على الوحدة الاسلامية وكأن السيدة الزهراء لم تقدم حياتها من اجل الحفاظ على الاسلام . سوف نتابع ظلامة السيدة فاطمة الزهراء من كتب من يسمون انفسهم اهل السنة والجماعة . لقد ادرك الرسول في حياته ومن خلال ما كان يفعله المنافقون من تامر على حياته كما فعلوا عندما ارادوا قتله في طريق عودته من العقبة في الحادثة التي رواها احمد ابن حنبل في مسنده بل وصل الاذى الى ان يؤذوه في زوجاته كما ذكر الزمخشري في تفسير الكشاف إنّ رسول الله ص كان يطعم ومعه بعض أصحابه، فأصابت يد رجل منهم يد عائشة، فكره النبي ذلك، فنزلت آية الحجاب. وذكر أنّ بعضهم قال: أننهى أن نكلم بنات عمنا إلاّ من وراء حجاب، لئن مات محمد لأتزوّجن فلانة!. وفي تفسير مفاتيح الغيب للفخر الرازي قيل سبب نزوله أن بعض الناس قيل هو طلحة بن عبيد الله، قال لئن عشت بعد محمد لأنكحن عائشة!. وفي تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبيحدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة أن رجلاً قال: لو قُبض رسول الله ص تزوجتُ عائشة؛ فأنزل الله تعالى: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ . هنا المفسر يذكر صراحة من هي المرأة, ولكنه يتغافل عن ذكر الرجل القائل . وفي تفسير فتح القدير للشوكاني وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال: قال طلحة بن عبيد الله: لو قبض النبيّ لتزوّجت عائشة وهذا تفسير واضح وصريح. لذلك فقد اعد الرسول اهل بيته لما سوف يحصل لهم كما يروي المتقي الهندي في كتابه كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال تحقيق صفوت السقا وبكري الحياني ، طبعة مؤسسة الرسالة ، الجزء 11 ، صفحة 169 ، الحديث رقم 31074 ، عن ابي سعيد الخدري إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أُمّتي قتلاً وتشريداً وإن أشد قومنا لنا بغضا بنوأمية وبنوالمغيرة وبنومخزوم رواه الحاكم في المستدرك جزء 4 صفحة 534 ح 85 ونعيم بن حماد في الفتن ص 73 من طريق الوليد بن مسلم عن أبي رافع إسماعيل بن رافع عن أبي نضرة قال: قال أبوسعيد الخدري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريدا وإن أشد قومنا لنا بغضا بنوأمية وبنوالمغيرة وبنومخزوم.وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وقبل ان ندخل الى روايات المظلومية التي وقعت على السيدة فاطمة الزهراء فلنقرء ما ورد في روايات اصح الكتب بحق السيدة الزهراء لنرى هل كانت السلطة التي قادت الانقلاب تجهل مكانة الزهراء في الاسلام ؟ فقد ورد في صحيح البخاري باب: مناقب فاطمة عليها السلام. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. .وعن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني . وورد في المستدرك، وفي الإصابة، ويروي صاحب كنز العمال عن أبي يعلى والطبراني وأبي نعيم إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. ، وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران . لقد ذكر الرسول تلك الاحاديث تحضيرا للسيدة فاطمة لما سيصيبها من ويلات توقعها الرسول في ضوء ما كان يصيبه من اذى لذلك فقد القى الحجة على من سياتي بعده بان البوصلة لمعرفة الحق والباطل من المنظور الاسلامي هو رضا فاطمة وغضبها . لذلك عمد قادة الانقلاب الى ان يكون بيت فاطمة هو الهدف الاساسي بعد ان تم ادخال القوات الانقلابية الى المدينة والتي تمثلت بثلاثة الاف مقاتل من قبيلة اسلم التي اعترف عمر ابن الخطاب انه كان يقول ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر كما يروي الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار المعارف، سنة النشر: 1387 – 1967،الجزء الثالث الصفحة 222. لقد تم توثيق حادثة الهجوم على بيت السيدة فاطمة بعد ان اعتصم به المعارضون لحكومة الانقلاب من قبل الكثير من الكتب ومنها ما يرويه لنا ابن ابي شيبه في مصنفه ما جرى ج20، ص579، رقم الحديث 38200، تحقيق: محمد عوامة، الناشر: دار المنهاج حدثنا محمد بن بشر، نا عبيد الله بن عمر، حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم: أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: «يا بنت رسول الله، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت» قال: فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وايم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر . وهذه الرواية ذكرها محمد بن جرير الطبري في كتابة تاريخ الطبري المعروف بتاريخ الرسل والملوك في الجزء 3 في صفحة 202 وما بعدها، قال حدثنا ابن حميد، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير . وقد روى البلاذري في كتابه انساب الاشراف الجزء الثاني الصفحة 11 قال أبوبكر لعمر بن الخطاب يأمره بعلي بن أبي طالب إئتني به بأعنف العنف. إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة، فتلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا ابن الخطاب أتراك محرقا علي بابي؟ قال: نعم وذلك أقوى فيما جاء به أبوك أنساب الأشراف للبلاذري ج 1 ص 586 . المختصر في تاريخ البشر لأبي الفدا المتوفى 732 هجرية , باب ابوبكر. وروى الطبري أتى عمر بن الخطّاب منزل عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه تاريخ الطبري ج2 ص 443 وروى كذلل: وذهب عمر ومعه عصابة منهم محمد بن مسلمة واسيد بن حضير وسلمة بن أسلم الى بيت فاطمة، فقال لهم: انطلقوا فبايعوا ، فأبوا عليه ، وخرج إليهم الزبير بسيفه ، فقال عمر : عليكم الكلب يقصد عمر بالكلب الزبير بن العوام ، فوثب عليه سلمة بن أسلم . فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار وروى. لمن لايعرف من هي فاطمة هي فاطمة بنت محمد بن عبدالله رسول الله .وقد وثق هذه الحادثة ايضا أبو الوليد محب الدين بن شحنة الحنفي، المتوفي سنة815 هجرية ، وكان قاضي حلب، له تاريخ روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر ذكر فيه موضوع السقيفة ، وكذلك . ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر في كتابه الغرر عن زيد بن أسلم قال: كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي واصحابه من البيعة، فقال عمر لفاطمة: اخرجي كل من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه!قال: وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي فقالت فاطمة: أفتحرق علي ولدي!!فقال عمر: إي والله، أو ليخرجنّ وليبايعنّ . وكذلك ذكر الحادثة عمر رضا كحالة، ذكر في كتابه أعلام النساء 4114، قال: وتفقد أبو بكر قوما تخلفوا عن بيعته عند علي بن أبي طالب، كالعباس والزبير وسعد بن عبادة، فقعدوا في بيت فاطمة، فبعث أبو بكر عمر بن الخطاب فجاءهم عمر فناداهم وهم في دار فاطمة، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنها على من فيها.فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة.قال: وإن . ونقل هذا الخبر في تاريخ أبي الفداء 1156. وكذلك الدكتور عبد الفتاح عبد المقصود، ذكر في كتابه السقيفة والخلافة ص 14، ط مكتبة في القاهرة، بعدما يسرد الأخبار المتضاربة يقول: ثم تطالعنا صحائف ما أورد المؤرخون بالكثير من أشباه هذه الأخبار المضطربة التي لا نعدم أن نجد بينها من عنف عمر ما يصل به إلى الشروع في قتل علي، أو إحراق بيته على من فيه.فلقد ذكر أن أبا بكر أرسل عمر بن الخطاب ومعه جماعة بالنار والحطب إلى دار علي وفاطمة والحسن والحسين ليحرقوه بسبب الامتناع عن بيعته، فلما راجع عمر بعض اناس قائلين: إن في البيت فاطمة! قال:وان . طبعا قد يقول قائل ان هذا كان تهديدا ولم يحصل الهجوم فعلا! ولكن الاعتراف بالهجوم يأتي هذه المرة من ابي بكر نفسه عندما اقتربت منه المنية فقد روى الحافظ الطبراني في المعجم الكبير طبعة داراحياء التراث العربي ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، صفحة رقم 62 قول ابي بكر فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وان اغلق على حرب وهي نفس الرواية التي ذكرها محمد ابن جرير الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ، الجزء الثالث ، الصفحة 430.وقد روى الرواية الحافظُ القاسم بن سلام في كتابه الأموال وصرَّح بحذفه المقطع الدال على إقرار أبي بكر بالهجوم، فالعبارة في رواية الطبراني فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وفي رواية الطبريّ: فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن، فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب . وقد ذكر البخاري بنفسه في صحيحه كتاب فرض الخمس صفحة 57 الجزء الثاني رقم الحديث 3093 منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الثانية 2002 م 1423 هـ.إن فاطمة بنت رسول الله ص غضبت على أبي بكر فهجرته فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وروى البخاري في باب غزوة خيبر أن فاطمة بنت رسول الله ص وجدت على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت. وعاشت بعد النبي ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يٌؤذِن بها أبا بكرالبخاري كتاب المغازي صفحة 64 الجزء الثالث رقم الحديث 4240، 4241 دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثانية 2002 م 1423 هـ. أذن اكتملت هنا الخطة بابعاد الانصار من ساحة المنافسة وبقيت عقبة المهاجرين فتم استرضاء ابو سفيان ابن حرب زعيم بني امية بالمناصب وبقي التخلص من المنافس الاكبر وهو علي ابن ابي طالب ابن عم رسول الله وزوج ابنته واخوه وربيبه وهنا نرى ان ابو بكر كان مترددا في قتل علي فهو يامر بذلك ثم يعود عن قراره فقد ذكرأبو بكر الخلال في كتاب ” السنة ” الجزء الثالث الصفحة 505 الحديث رقم 809 دراسة وتحقيق الدكتور عطية الزهراني ، منشورات دار الراية للنشر والتوزيع أخبرني محمد بن علي، قال: ثنا الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر له حديث عقيل، عن الزهري، أن أبا بكر أمر خالدا في علي، فقال أبو عبد الله: كيف؟ فلم يعرفها، فقال: ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث كما ورد في كتاب الأنساب تاليف عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني أبو سعد ، تحقيق عبد الرحمن بن المعلمي اليماني وآخرون، الناشر: دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد في الصفحة 175 من الجزء السادس في حديثه عن أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري مايلي روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري لأنه لم يكن داعية إلى هواه،وروى عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به ،سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك . فنرى ان ابو بكر كان يامر بقتل علي ثم يتراجع والسؤال هنا لماذا كان ابو بكر يتردد في قتل علي؟ الجواب نجده في كتاب الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء تأليف محمد عبد الله ابن مسلم بن قتيبه اعتنى بطباعته وتصحيحه محمد محمود الرافعي ، منشورات مطبعة النيل ، القاهرة ، سنة 1904 الصفحة 19 من الجزء الاول الجواب هنا يأتي من ابن قتيبة في كتابه الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء حيث يذكر ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة … وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ! فقال علي : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله !قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا !… وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه . لقد ادرك ابو بكر ما فات عمر فقد ادرك ان وجود فاطمة الى جانب علي سيجعل قلوب المهاجرين والانصار تهفو اليه لذلك نطق بالكلمات التي قتلت الزهراء لا اكرهه على شيء ما كانت فاطمة الى جانبه . وهي الكلمات التي تلقفها عمر مدركا ان ابا بكر لن يقدم على حسم الامر مادامت فاطمة الى جانب علي . هنا يجب ان نتذكر ان عمر ابن الخطاب بقي بعد ان استنجدت الزهراء بابيها محاولا حرق دارها كما يروي ذلك عمر كحالة في كتابه أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام ، مؤسسة الرسالة ، الجزء الرابع ، الصفحة 115. . لقد اصبح لزاما ان تختفي الزهراء لتستقر الخلافة لابي بكر وهنا نصل الى الصفحة التي حاول المؤرخون اخفائها من التاريخ وهي حادثة كسر ضلع الزهراء واسقاط جنينها فقد ذكر هذه الحادثة أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم التميمي، الذي هو عندهم محدّث الكوفة الحافظ الفاضل الموصوف بالحفظ والمعرفة باعتراف أشهر علمائهم في الرجال وهو الذهبي راجع ما يذكره فيه في سير أعلام النبلاء ج15 ص676 . وقد روى ابن أبي دارم: إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج 1 ص139 تأليف محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي شمس الدين أبو عبد الله المحقق: علي محمد البجاوي تصوير دار المعرفة – بيروت . أما إبراهيم بن سيّار النظام فقد روى هو الآخر: إن عمر ضرب فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان عمر يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها! وما كان بالدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. وقد ذكر الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليهما السلام في الصفحة 413 ،عن ابن قتيبة أن السيدة الزهراء عليها السلام أسقطت بعد النبي ذكرا . وبعد هذه الحادثة لم تعش السيدة الزهراء سوى 75 يوما كما ذكر ابن قتيبة وقيل ستة اشهر ثم توفيت متأثرة بالاسقاط وبسوط قنفذ العدوي غلام ابي بكر وباشراف عمر . هنا يجب ان نعرج على نقطة طالما تكررت وهي هل يعقل ان تضرب الزهراء وتسقط جنينها ولايفعل علي ابن ابي طالب شيئا لنجدتها ؟ الجواب بكل بساطة ووضوح ان الحادث قد حصل خلال لحظات فيما كان علي ابن ابي طالب جالسا مع ضيوفه لمناقشة اوضاع المسلمين فاذا بالعصابة تهجم على الدار وكانت الزهراء خلف الباب لتنظر من بالباب فلما سمعوا الصراخ خرجوا لرد العدوان وكان اولهم خروجا الزبير فعثر وسقط سيفه من يده فاخذوه اسيرا . اذن نستخلص مما سبق ان جريمة قتل السيدة فاطمة الزهراء قد اصبحت واضحة التفاصيل والاهداف فبعد مقتل الرسول مسموما محاصرا ومنع دفنه ثلاثة ايام وسلبه كفنه جاء الدور على السند الذي كان يدعم حق علي لذلك تم الهجوم على دارها واحراقه واسقاط جنينها فلم يتحمل جسدها هذا كله. والان ناتي الى ارتباط شهادة السيدة فاطمة الزهراء بشرعية السلطة الحاكمة . ذكرنا في بداية البحث ان الرسول اعلن ان غضبه مرتبط بغضب السيدة فاطمة الزهراء لذلك فقد شهرت السيدة فاطمة ذلك السلاح في وجه السلطة الانقلابية حتى استشهادها كما يروي البخاري في اكثر من موضع في كتابه من انّ فاطمة هجرت أبا بكر ولم تكلمه إلى أن ماتت . كما أخرج البخاري في كتاب الخمس « فغضبت فاطمة بنت رسول اللّه فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت . و أخرج في كتاب الفرائض و قال : فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت . و ذكر في كتاب المغازي في باب غزوة خيبر قوله : فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت . وقد اتخذ الحكام الذين جاؤوا بعد الانقلاب من اسلوب تعامل السلطة الانقلابية مع السيدة فاطمة الزهراء مبررا لافعالهم في الاستيلاء على السلطة كما يروي البلاذري قال : لما قتل الحسين ـ عليه السَّلام ـ كتب عبد اللّه بن عمر إلى يزيد بن معاوية :أمّا بعد ، فقد عظمت الرزية وجلت المصيبة ، و حدث في الإسلام حدث عظيم ، و لا يوم كيوم قتل الحسين .فكتب إليه يزيد : أمّا بعد ، يا أحمق ، فانا جئنا إلى بيوت مجدَّدة ، و فرش ممهدة ، و وسادة منضّدة ، فقاتلنا عنها فإن يكن الحقّ لنا فعن حقّنا قاتلنا . و إن كان الحقّ لغيرنا ، فأبوك أوّل من سنّ هذا ، واستأثر بالحقّ على أهله . اذن لقد فتحت السلطة الانقلابية الباب لكل الطغاة باستعمال الحديد والنار للوصول الى السلطة وكانت الراية التي رفعتها السيدة فاطمة الزهراء باستشهادها المنبر الذي يلوذ به كل من يطلب الحرية فقد حرمتهم بدمها من الحصول على الشرعية التي كانوا يسعون لها . ---------------------------------- مقـالات ثقافي أضيف بواسـطة : زهير جمعة المالكي تاريخ الإضافـة : 24/11/2020 - 23:04 آخـر تحديـث : التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : https://nahrain.com/content.php?id=360892 رقم المحتوى : 360892 ---------------------------------- موسـوعة النهريـن nahrain.com