الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

من قتل الزهراء
أضيف بواسـطة
النـص : تمر علينا هذه الايام ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وننتهز هذه المناسبة لمحاولة الوصول الى حل لغز استشهاد ابنة الرسول واسباب اغتيالها ومن الذي يقف خلف المؤامرة ومن المنفذين الفعليين لجريمة الاغتيال . سنقوم في تحقيقاتنا بالاعتماد على المصادر المعتمدة لدى اهل السنة فقط لابعاد تحقيقاتنا عن اي عواطف او ميول مذهبية باعتبار ان الاجابة في المصادر الشيعية واضحة ومؤكدة بالنسبة لاتباع مدرسة ال البيت . كانت جريمة اغتيال السيدة فاطمة الزهراء هي الخطوة الثانية في سلسلة الخطوات التي قادت الى نجاح اكبر انقلاب عسكري في تاريخ المسلمين مماجعل البحث في المصادر التاريخية التي عمد الرواة بحسن نية او بسوء نية الى طمس معالم تلك الجريمة خصوصا بعد ان نجحوا في طمس معالم الجريمة الكبرى وهي معالم جريمة اغتيال الرسول مسموما ومحاصرا مما جعل البحث عن الادلة والقرائن شبيه بالبحث عن ابرة في كومة من القش ولكن الله يابى الا ان يكشف تلك الجرائم ومن خلال الذين حاولوا طمس معالمها . من اجل جمع الادلة والقرائن عن جريمة اغتيال السيدة فاطمة الزهراء نبداء القصة من البداية . بعد نجاح خطة اغتيال الرسول مسموما بقيت جثته متروكة في مكانها ثلاثة ايام لا يسمح بدفنها حيث توفي الرسول يوم الاثنين ودفن يوم الاربعاء كما ورد في حديث عائشة الذي رواه احمد ابن حنبل في مسنده عن عائشة انها قالت تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ اي ان جثمان الرسول ترك دون دفن ثلاثة ايام حتى ربا بطنه وانتشرت خنصراه كما روى ذلك ابن الجوزي حيث ورد في كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم الجزء العاشر، تأليف عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج سنة النشر: 1415 – 1995، تحقيق محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا منشورات دار الكتب العلمية بيروت لبنان الصفحة 4344 أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن، يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: قال يحيى بن معين، حدّثنا قتيبة، حدَثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه وانتشرت خنصراه. كما ورد في كتاب نهاية الإرب في فنون الأدب ، تاليف أحمد بن عبد الوهاب النويري شهاب الدين ، تحقيق الاستاذ عبد المجيد ترحيني منشورات دار الكتب العلمية بيروت لبنان ، الجزء 18: الوفود والرسل وأمهات المؤمنين وأعمامه ومواليه وشمائله ومعجزاته ووفاته، باب وفاة الرسول ، فصل ما تكلم به الناس الصفحة 254 وعن الحسن قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتمر أصحابه فقالوا: تربصوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم لعله عرج به، قال: فتربصوا به حتى ربا بطنه، . نتيجة لذلك اضطر عمه العباس ابن عبد المطلب كما ذكر ابن منظور في كتابه مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر لمحمد بن مكرم الشهير بابن منظور، تحقيق مجموعة من المحققين، سنة النشر: 1404 – 1984، الجزء الثاني الصفحة 385 فقال العباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأسن كما يأسن البشر وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فادفنوا صاحبكم وذكر الحديث ايضا ابن الجوزي في كتابه لمنتظم في تاريخ الملوك والأمم الجزء الرابع ، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي ، الصفحة 42. كل هذا وعمر ابن الخطاب شاهرا سيفه ويرفض ان يدفن الرسول مما اضطر اهل البيت المحاصرين في بيت الرسول الى دفنه سرا في نفس موضع وفاته لعدم استطاعتهم الخروج بجثمانه بحيث ان عائشة بنت ابي بكر زوجته كانت ممن فوجيء بدفنه بدليل الحديث الذي رواه احمد ابن حنبل و البيهقي في سنن البيهقي الكبرى وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن أبي إسحاق قال حدثتني فاطمة بنت محمد امرأة عبد الله بن أبي بكر قال بن إسحاق وأدخلتني عليها حتى سمعته منها عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أنها : قالت والله ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء وصحح الحديث ابن عبدالبر في التمهيد وقال : إسناده صحيح والألباني في: مختصر الشمائل قال : صحيح . وبعد ان فطن القوم لصوت المساحي كان ردة فعلهم الاولى هو سلب الرسول الثوب الذي كفن فيه كما روى احمد ابن حنبل في مسنده المسمى مسند احمد ابن حنبل تحقيق مجموعة من من علماء الحديث في مكتب دار السلام تحت اشراف صالح بن عبد العزيز ال الشيخ ، منشورات مكتب دار السلام للنشر والتوزيع ، الرياض ، الطبعة الاولى ، 2013 ، الحديث رقم 25005 الصفحة 1824 1825 مسند المكثرين من الصحابة روى هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أنّ أبا بكر قال لها: في أيّ يوم مات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قالت: في يوم الاثنين، قال: ما شاء الله إني لأرجو فيما بيني وبين الليل، قال: ففيمَ كَفّنْتُمُوه؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سَحُوليّة يَمانِيَة ليس فيها قميص ولا عِمامَة، فقال أبو بكر: انْظري ثَوْبي هذا فيه رَدْعُ زَعْفَرَان أو مِشْقٍ فاغسليه، واجعلي معه ثوبين آخَرَين، فقالت عائشة: يا أبتِ، هو خَلَقٌ، فقال: إنّ الحيَ أحقّ بالجديد، وإنّما هو للمُهْلة، وكان عبد الله بن أبي بكر أعْطاهم حُلّةً حِبَرَةً فأُدْرِجَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فيها، ثمّ استخرجوه منها، فكُفّن في ثلاثة أثواب بيض، فأخذ عبد الله الحُلّة فقال: لأكَفّنَنّ نفسي في شيءٍ مَسّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ثمّ قال بعد ذلك: والله لا أكَفّنُ في شيءٍ مَنَعَهُ اللُّه نبيّه أنْ يُكَفّنَ فيه، ومات أبو بكر ليلة الثلاثاء ودفن ليلًا، وماتت عائشة ليلًا فدفنها عبد الله بن الزُّبير ليلًا .ولم يتولى دفن الرسول الا اربعة اشخاص كما روى ابن ابي شيبه في مصنفه المسمى مصنف ابن أبي شيبة ، تأليف عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبي شيبة العبسي أبو بكر، المحقق: أسامة بن إبراهيم بن محمد أبو محمد، الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، سنة النشر: 1428 – 2008، كتاب الجنائز، الحديث 11757 الصفحة 474 ، عن الزهري عن سعيد أن الذي ولي دفن النبي صلى الله عليه وسلم وأكفانه أربعة نفر دون الناس على والعباس والفضل وصالح مولى النبي صلى الله عليه وسلم . وهكذا نرى ان الادلة التي وردت في كتب التاريخ والاحاديث ان الرسول مات مسموما محاصرا مسلوبا في قبره . بعد ذلك جاءت المرحلة الثانية فبينما كان ال بيت الرسول مشغولين بتجهيز الرسول ودفنه كان بقية القوم مشغولين في ترتيبات ما بعد الرسول وحصلت واقعة السقيفة التي سنخصص لها دراسة مفصلة لاحقا ولكن المهم هو تجهيز جيش من مرتزقة اسلم يبلغ حوالي ثلاثة الاف رجل دخول المدينة حتى قال عمر ابن الخطاب ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر كما روى ذلك الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار المعارف، سنة النشر: 1387 – 1967،الجزء الثالث الصفحة 222 إن أسلم أقبلت بجماعة حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر فكان عمر يقول ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر وكذلك ذكر علي بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري عز الدين أبو الحسن في كتابه الكامل في التاريخ الجزء الثاني المحقق: أبو الفداء عبد الله القاضي، الناشر: دار الكتب العلمية، سنة النشر: 1407 – 1987، الصفحة 194 فجاءت اسلم فبايعت وقوي ابو بكربهم وبايع الناس بعدها . بعد ان دخلت قوات المرتزقة المدينة واجبروا اهلها على البيعة لابي بكر انجه القوم الى حيث اخر معقل للمعارضين وهو بيت فاطمة الزهراء وهنا يروي لنا ابن ابي شيبه في مصنفه ماجرى ج20، ص579، رقم الحديث 38200، تحقيق: محمد عوامة، الناشر: دار المنهاج: حدثنا محمد بن بشر، نا عبيد الله بن عمر، حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم: أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: «يا بنت رسول الله، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت» قال: فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وايم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر . وهذه الرواية ذكرها محمد بن جرير الطبري في كتابة تاريخ الطبري المعروف بتاريخ الرسل والملوك في الجزء 3 في صفحة 202 وما بعدها ، قال حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير . وقد روى البلاذري في كتابه انساب الاشراف الجزء الثاني الصفحة 11 قال أبوبكر لعمر بن الخطاب يأمره بعلي بن أبي طالب : إئتني به بأعنف العنف . إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة، فتلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا ابن الخطاب أتراك محرقا علي بابي؟ قال: نعم وذلك أقوى فيما جاء به أبوك أنساب الأشراف للبلاذري ج 1 ص 586 . المختصر في تاريخ البشر لأبي الفدا المتوفى 732 هجرية , باب ابوبكر. وروى الطبري أتى عمر بن الخطّاب منزل عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه تاريخ الطبري ج2 ص 443 وروى كذلل: وذهب عمر ومعه عصابة منهم محمد بن مسلمة واسيد بن حضير وسلمة بن أسلم الى بيت فاطمة، فقال لهم : انطلقوا فبايعوا ، فأبوا عليه ، وخرج إليهم الزبير بسيفه ، فقال عمر : عليكم الكلب يقصد عمر بالكلب الزبيربن العوام ، فوثب عليه سلمة بن أسلم . فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار وروى ابن عبد ربه هذه الحادثه في كتابه العقد الفريد الجزء الخامس بتحقيق الدكتور عبد المجيد الترحيني ، الصفحة 13 قال فاما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث لهم ابو بكر عمر ابن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له ان ابوا فقاتلهم فاقبل بقبس من نار على ان يضرم عليهم الدار ، فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟! قال : نعم . ونفس هذه القصة ذكرها أبو الفداء في المختصر في أخبار البشر ، صفحة 156 . لمن لايعرف من هي فاطمة هي فاطمة بنت محمد بن عبدالله رسول الله . طبعا قد يقول قائل ان هذا كان تهديدا ولم يحصل الهجوم فعلا ! ولكن الاعتراف بالهجوم يأتي هذه المرة من ابي بكر نفسه عندما اقتربت منه المنية فقد روى الحافظ الطبراني في المعجم الكبير طبعة داراحياء التراث العربي ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، صفحة رقم 62 قول ابي بكر فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وان اغلق على حرب وهي نفس الرواية التي ذكرها محمد ابن جرير الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ، الجزء الثالث ، الصفحة 430.وقد روى الرواية الحافظُ القاسم بن سلام في كتابه الأموال وصرَّح بحذفه المقطع الدال على إقرار أبي بكر بالهجوم، فالعبارة في رواية الطبراني فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وفي رواية الطبريّ: فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن، فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب . وقد ذكر البخاري بنفسه في صحيحه كتاب فرض الخمس صفحة 57 الجزء الثاني رقم الحديث 3093 منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الثانية 2002 م 1423 هـ.إن فاطمة بنت رسول الله ص غضبت على أبي بكر فهجرته فلم تزل مهاجرته حتى توفيتوروى البخاري في باب غزوة خيبر أن فاطمة بنت رسول الله ص وجدت على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت. وعاشت بعد النبي ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يٌؤذِن بها أبا بكرالبخاري كتاب المغازي صفحة 64 الجزء الثالث رقم الحديث 4240، 4241 دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثانية 2002 م 1423 هـ. أذن اكتملت هنا الخطة بابعاد الانصار من ساحة المنافسة وبقيت عقبة المهاجرين فتم استرضاء ابو سفيان ابن حرب زعيم بني امية بالمناصب وبقي التخلص من المنافس الاكبر وهو علي ابن ابي طالب ابن عم رسول الله وزوج ابنته واخوه وربيبه وهنا نرى ان ابو بكر كان مترددا في قتل علي فهو يامر بذلك ثم يعود عن قراره فقد ذكرأبو بكر الخلال في كتاب ” السنة ” الجزء الثالث الصفحة 505 الحديث رقم 809 دراسة وتحقيق الدكتور عطية الزهراني ، منشورات دار الراية للنشر والتوزيع أخبرني محمد بن علي، قال: ثنا الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر له حديث عقيل، عن الزهري، أن أبا بكر أمر خالدا في علي، فقال أبو عبد الله: كيف؟ فلم يعرفها، فقال: ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث كما ورد في كتاب الأنساب تاليف عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني أبو سعد ، تحقيق عبد الرحمن بن المعلمي اليماني وآخرون، الناشر: دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد في الصفحة 175 من الجزء السادس في حديثه عن أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري مايلي روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري لأنه لم يكن داعية إلى هواه،وروى عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به ،سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك . فنرى ان ابو بكر كان يامر بقتل علي ثم يتراجع والسؤال هنا لماذا كان ابو بكر يتردد في قتل علي ؟ الجواب نجده في كتاب الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء تأليف محمد عبد الله ابن مسلم بن قتيبه اعتنى بطباعته وتصحيحه محمد محمود الرافعي ، منشورات مطبعة النيل ، القاهرة ، سنة 1904 الصفحة 19 من الجزء الاول الجواب هنا يأتي من ابن قتيبة في كتابه الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء حيث يذكر ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة … وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ! فقال علي : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله !قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا !… وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه . لقد ادرك ابو بكر ما فات عمر فقد ادرك ان وجود فاطمة الى جانب علي سيجعل قلوب المهاجرين والانصار تهفو اليه لذلك نطق بالكلمات التي قتلت الزهراء لا اكرهه على شيء ما كانت فاطمة الى جانبه . وهي الكلمات التي تلقفها عمر مدركا ان ابا بكر لن يقدم على حسم الامر مادامت فاطمة الى جانب علي . هنا يجب ان نتذكر ان عمر ابن الخطاب بقي بعد ان استنجدت الزهراء بابيها محاولا حرق دارها. لقد اصبح لزاما ان تختفي الزهراء لتستقر الخلافة لابي بكر وهنا نصل الى الصفحة التي حاول المؤرخون اخفائها من التاريخ وهي حادثة كسر ضلع الزهراء واسقاط جنينها فقد ذكر هذه الحادثة أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم التميمي، الذي هو عندهم محدّث الكوفة الحافظ الفاضل الموصوف بالحفظ والمعرفة باعتراف أشهر علمائهم في الرجال وهو الذهبي راجع ما يذكره فيه في سير أعلام النبلاء ج15 ص676 . وقد روى ابن أبي دارم: إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج 1 ص139 تأليف محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي شمس الدين أبو عبد الله المحقق: علي محمد البجاوي تصوير دار المعرفة – بيروت . وقد ذكر ابن قتيبة الدينوري في كتابه المعارف ، تصحيح وتعليق محمد اسماعيل عبدالله الصاوي ، منشورات دار احياء التراث العربي ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1970 ، الصفحة 91 ولد علي ابن ابي طالب فولد علي الحسن والحسين ومحسنا وام كلثوم الكبرى وزينب الكبرى وامهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . أما إبراهيم بن سيّار النظام فقد روى هو الآخر: إن عمر ضرب فاطمة يم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان عمر يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها! وما كان بالدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. وقد ذكر الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليهما السلام في الصفحة 413 ،عن ابن قتيبة أن السيدة الزهراء عليها السلام أسقطت بعد النبي ذكرا . وبعد هذه الحادثة لم تعش السيدة الزهراء سوى 75 يوما كما ذكر ابن قتيبة وقيل ستة اشهر ثم توفيت متأثرة بالاسقاط وبسوط قنفذ العدوي غلام ابي بكر وباشراف عمر . هنا يجب ان نعرج على نقطة طالما تكررت وهي هل يعقل ان تضرب الزهراء وتسقط جنينها ولايفعل علي ابن ابي طالب شيئا لنجدتها ؟ الجواب بكل بساطة ووضوح ان الحادث قد حصل خلال لحظات فيما كان علي ابن ابي طالب جالسا مع ضيوفه لمناقشة اوضاع المسلمين فاذا بالعصابة تهجم على الدار وكانت الزهراء خلف الباب لتنظر من بالباب فلما سمعوا الصراخ خرجوا لرد العدوان وكان اولهم خروجا الزبير فعثر وسقط سيفه من يده فاخذوه اسيرا . اذن نستخلص مما سبق ان جريمة قتل السيدة فاطمة الزهراء قد اصبحت واضحة التفاصيل والاهداف فبعد مقتل الرسول مسموما محاصرا ومنع دفنه ثلاثة ايام وسلبه كفنه جاء الدور على السند الذي كان يدعم حق علي لذلك تم الهجوم على دارها واحراقه واسقاط جنينها فلم يتحمل جسدها هذا كله .
تاريخ الإضافـة 11/01/2020 - 04:13