النـص : كان لي ايام النظام السابق شخصان اثق بهما كثيرا ، الاول جاري الملاصق ، الذي كان متدينا حد الهوس ، يقضي وقته في قراءة الكتب الدينية والتفسير ، يسير ونظره مثبت الى الارض ، لا يريد من جنى الدنيا شيئا ، ويتنقل على دراجته الهوائية ذات السلة ..
أما الثاني فكان صديقا لي ايام العمل ، وكان بسيطا متواضعا في كل اموره ، يكرم الضيف ويساعد الغير ، وهو نموذج لاخلاق المسلم ، وشهامة العربي ..
بعد تغير النظام حصلت حادثتين كبيرتين غيرت نظرتي تجاه هذين الشخصين ..
اما جاري فقد اشترى ايام الطائفية بيتا من جارتنا الاخرى لقاء مبلغ معين ، وكنت انا شاهدا على عقد الشراء ، واعطاها نصف المبلغ مع وعد بالتسديد خلال شهرين ، وقد اشترت المرأة المسكينة بالنصف بيتا في منطقة اخرى ملقية نفس الوعد انها ستسدد قيمة البيت بعد شهرين ..
ومر شهران وثلاثة ، ومر ستة اشهر ، وصاحبنا لم يدفع للمرأة فلسا واحدا ، فلما قصدتني للتوسط في الحديث معه ذهبت اليه وانا موقن انه لن ينكر ، ففاجئني أنه لا يملك المبلغ لانه قد اشترى بكل نقوده (قدورا للطبخ في عاشوراء ) مهددا متوعدا المرأة انه سيبلغ عنها المليشيات اذا لم تكف عنه !!!
أما صديقي المتواضع ، فقد سلمه احد الاشخاص محلا في منطقته ليدير له مشروعا تجاريا هناك ، وفي نفس الفترة المذكورة ، وكان صاحب المال يحمل على الخير كثيرا ، فكان كلما يجد نقصا في الايرادات يعزي الامر بحسن ظن ، فتارة يقول لعله نسي ، وتارة لعله اخطأ ، حتى بلغ السيل الزبى ، فواجه صديقي بالنقص الحاصل في مبالغ السداد ، فأخبره انها ذهبت لدعم المجاهدين !!!!
وبعد هذا وذاك قرأت الفاتحة على .... أخلاق الدين .... |