زال الرحيق ---------------------------------- بقلم جعفر الكتبي كلما سمعت الاطلال سافر العقل الى حيث عميق الذاكرة ، فتعود الروح الى الموءود غصبا ، تعود اعنف ، نافضة ما علق عليها من بقايا الزمن ، وهل من بقايا ؟؟!! فتضيق بي الذكرى طافحة على ملابسي ، ثم اضيق بالم صموت يترقرق دمعا بين الجفون ، لتختفي صورة العين ، ويحل محلها صور الماضي البعيد ، صور اللقاء والمرح ، صورة تتجلى في هل رأى الحب سكارى مثلنا . وتتدفق الذكريات مع كل اعادة تصدح بها السيدة ، وتعود صورة الحبيبة ، اجمل الخلائق في دلالها وحسنها ، كأنها ضحى يوم الدجن ، وكيف كانت الاحلام تسابقنا حيث نمضي ، وكيف كان الواقع مختفيا يئن من جبروت الحب وطغيانه ، ذليلا راكعا امام جيش العواطف وسهام الاحلام ثم يأتي المقطع الذي يحز نحري ، وانتبهنا بعدما زال الرحيق ، فعلا لقد زال الرحيق ، ويا ليتنا لم نصحو ولم نستفق لنتجرع مرارة الواقع الاليم ، فاصبح الفجر لدينا نذير شؤم ، واستحال النور نارا ، وبدأ مشوار الفراق ، ليتخذ كل منا طريقا مغايرا. عشنا اليوم كما اراد شاعر الاطلال ، استحالت الحبيبة الى اطلال جسد ، واصبحت انا اطلال روح ، وحتى عندما التقينا مرة ، كان لقاءنا باردا ، مر فيه الحب دون ان يتعرف علينا ، فهل كما قال الشاعر لا تقل شئنا فان الحظ شاء؟؟ ---------------------------------- مقـالات ثقافي أضيف بواسـطة : جعفر الكتبي تاريخ الإضافـة : 29/12/2018 - 20:54 آخـر تحديـث : التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : https://nahrain.com/content.php?id=233911 رقم المحتوى : 233911 ---------------------------------- موسـوعة النهريـن nahrain.com