الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

جرة قلم
أضيف بواسـطة
النـص : قطرات المطر تداعب رذاذ السجائر المتناثر على بقعة ما بعد رميها من قِبل احد المارين في اواخر ليالي كانون الاول .. اشتدت الزخات وتعالت اصوات الرعد الغاضبة لتفيض الذكريات المؤلمة الباكية المختلطة مع هطول المطر .. وأي ذكريات ! تساؤلات طرحتها أمرأه عشرينية والتي تكتب هذا المقال المعبر عن الالم المتعايش لدى ذلك الرجل ، مرتدية ثياباً سوداء منتعلة حذاء عالياً لترفع قامتها به ، و شفاهها تتلون بذاك اللون المشابه للدماء والحروب كما نعيشهُا اليوم ، مقتطفة ذلك القطف المليء بالاحاسيس المجردة بعد ان حررهُ حريق التبغ في نهاية اطلاق سراح الدخان من المار الغريب مع صورة صبية شقراء . دونت صاحبة الرداء الفاحم احتمالات عدة .. ايعقل ان يكون هذا ناتجاً من تزاحم افكار دون الوصول الى اي نتيجة تذكر للعثور عليها ؟ ، ام ذلك الطريق افاق مشاعره الساكنة لتحمل صدى صوت تلك الفتاة الجميلة التي ما زالت اعمدة الشوارع تحتفظ بنغمها الشجي ، ولكن كل تلك الاحتمالات مجرد وهم ، مكتوب على ورق .. احتفظت بكل ما وجدت ، وبدأت ابحث عن خيوط لأصل الى النتيجة الحقيقية .. انا اعترف وبكل صراحة انني لست محققة بتاتاً ، ولكن الاعلام المحكم والصريح يبحث عن الواقع الفعلي ، وبناءاً عليه ، قررت ايجاد حل للغز الصورة والسجائر . بحثت في جميع الصحف والمجلات منذ عام 2005 الى يومنا هذا ، مرت الشهور واوشكت على انتهاء السنة ، شعرت باليأس ، واعترف بهذا .. خابت جميع امالي ، و كنت اتمنى نسيان تلك الواقعة والتوقف عن التفكير ، سيما ان النتيجة اثبتت ختامها بالفشل . ريح يمازح اغصان الاشجار لتجيبهُ بمرح عند ميلان اوراقها الخضراء .. اجريت يومها حواراً مع احدى السيدات اللواتي يمتلكن مراكز التجميل ، وفي الحال عليَّ تدوين كل ما ذكرت تلك المالكة ، سقطت صورة الفتاة من حقيبتي السوداء ، فارتسمت الدهشة على وجه السيدة قائلة .. انها .. نعم انها ... ، اسرعت بمقاطعتها ، من هذه الفتاة ؟ اجابت وبكل حزن .. انها صبية ذات 16 عاماً توفيت بعد ان ضربها زوجها بعنف .. تزوجها كفصلية بسبب الاحكام العشائرية ، التي وقعت بها نتيجة شجار ما بين اخيها و احد اقارب زوجها ادى الى مقتله .. بعد وفاتها ، اخوها يقف وبشكل يومي تحت بيتها ليشعل سجائرهِ ليحرق الاخيرة وليحترق بها .. ختاماً لمقالي او بالاحرى لجميع ما ذكر .. انا لا اقول انني ارفض الاحكام العشائرية ، بتاتاً .. ولكن لا تجعلوا المرأة سلعة لكم ، تقضون بها مصالحكم وديونكم .. انها كائن لطيف لا تؤذوها ولا تجردوا احاسيسها الرقيقة منها .. فَــ "كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيتهِ" . *سالي خليل
تاريخ الإضافـة 29/12/2018 - 20:46