Warning: file_get_contents(): https:// wrapper is disabled in the server configuration by allow_url_fopen=0 in /home/nahraincom/public_html/class/content.php on line 380

Warning: file_get_contents(https://nahrain.com/print.php?cntntid=13550): failed to open stream: no suitable wrapper could be found in /home/nahraincom/public_html/class/content.php on line 380
موسـوعة النهريـن - شبهات مولف کتاب الامامة والنص3
الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

26722.jpg - 1024*768 - 449 KB
شبهات مولف کتاب الامامة والنص3
أضيف بواسـطة
النـص : الامامة والسنة الشبهة الثامنة و الاربعون: قال:لا یختلف اثنان فی ان هناک الالوف من الاحادیث تحتویها مصادر المسلمین فی شتی العلوم، کلها موضوعة علی لسان رسول الله ومنسوبة الیه (ص) و الی صحابته و الی الائمة – رضوان الله علیهم(ص375) اقول: علم علل الحدیث و المدعین لها --------------------------------------------------------------- اهل السنة هم الذین یتمسکون بسنة النبی ولا یبغون عنها بدلا و ان کان آراء العلماء او مذاهب و اتجاهات او اهواء اوعصبیات اوقومیات او ملوک او انظمة او منافع مادیة او تجارات ، فإنّ الباحث في علمِ الحديثِ الشريف لابد له من المنهجيةِ العلمية السليمة في دراسةِ الحديثِ وعلومِهِ، والعنايةِ بعلوم سلفنا الزاخرة؛ جمعاً ودراسةً وتحليلاً واستنطاقاً. ومن ذلك العناية بأدق وأجل علوم الحديث "علم العلل" قَالَ الخطيبُ البغدادي (ت463هـ):((معرفةُ العلل أجلّ أنواع علم الحديث... وعن عبد الرحمن بنِ مهدي قَالَ: لأنْ أعرف علةَ حديث-هو عندي- أحب إليّ من أنْ أكتب عشرين حديثاً ليس عندي))(1 ). وَقَالَ عبدُ الرحمن بنُ أبي حاتم الرازي (ت327هـ):((سمعتُ أبي يقولُ: جرى بيني وبين أبى زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديثَ ويذكر عللها، وكذلك كنتُ أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا! ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا!وربما أشك في شيء أو يتخالجنى شيء في حديث فإلى أن التقى معك لا أجد من يشفينى منه، قَالَ أبى: وكذاك كَانَ أمري))(2)، وَقَالَ ابنُ أبي حاتم أيضاً:((سمعتُ أبي يقول: الذي كَانَ يحسنُ صحيحَ الحديثِ من سقيمهِ وعنده تمييزُ ذلكَ ويحسنُ عِلَل الحَدِيثِ أحمدُ بنُ حنبل ويحيى بن معين وعلي بنُ المديني وبعدهم أبو زرعه كَانَ يحسنُ ذلكَ، قيل لأبي: فغير هؤلاء تعرف اليوم أحدا؟ قَالَ: لا)) ( 3) وَقَالَ الحاكمُ محمدُ بنُ عبد الله أبو عبد الله (ت404هـ):((ذكرُ النوعِ السابعِ والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفةُ عِلَل الحَدِيثِ، وهو علمٌ برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل…فإنّ معرفة عِلَل الحَدِيثِ من أجل هذه العلوم))(4 ). وَقَالَ أبو عبد الله محمدُ بن أبي نصر الحُميديّ (ت488هـ):((ثلاثةُ كتبٍ من علوم الحديث يجبُ الاهتمامُ بها: كتابُ العلل، وأحسنُ ما وضع فيه كتاب الدّارقُطنيّ، والثاني: كتابُ المؤتلف والمختلف، وأحسنُ ما وضع فيه الإكمال للأمير ابنِ ما كولا، وكتابُ وفيات المشايخ، وليس فيه كتابٌ( )))( 5). وَقَالَ ابنُ الصّلاح (ت643هـ):((اعلم أنّ معرفةَ عِلَل الحَدِيثِ من أجل علومِ الحديثِ وأدقها وأشرفها، وإنما يضطلعُ بذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب))( 6). وَقَالَ العَلائيُّ (ت761هـ):((وهذا الفنُ أغمضُ أنواع الحديث، وأدقها مسلكاً، ولا يقومُ بهِ إلاّ مَنْ منحه اللهُ فهماً غايصاً، واطلاعاً حاوياً، وإدراكاً لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلمْ فيه إلاّ أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم كابن المدينيّ، والبخاريّ، وأبي زرعةَ، وأبي حاتم وأمثالهم)) ( 7 ) وَقَالَ ابنُ رَجَب (ت795هـ):((فالجهابذةُ النقادُ العارفون بعللِ الحديثِ أفرادٌ قليلٌ من أهلِ الحديثِ جداً، وأوَّلُ من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابنِ سيرين، ثم خَلفه أيوب السختياني، وأخَذَ ذلك عنه شعبةُ، وأخذ عَنْ شعبة: يحيى القطان وابن مهدي، وأخذ عنهما: أحمدُ وعلى بنُ المديني وابنُ معين، وأخذ عنهم مثل: البخاريّ وأبي داود وأبي زرعة، وأبي حاتم وأمثالهم)) ( 8). فمن این صار هذا العلم لکاتبنا فیصل نور حتی یحکم فی جمیع احادیث الشیعة و اهل السنة؟!! ----------------------------------------------------------------- ( 1)الجامع لأخلاق الراوي (2/294). ( 2) تقدمة الجرح والتعديل (ص356). ( 3)الجرح والتعديل (2/23). 4 ) معرفة علوم الحديث (ص140، 148). (5 ) مراد الحميديّ بقوله : وليس فيه كتاب يريد كتاباً جامعاً وشاملاً لجميع الوفيات - بيّن ذلك ابنُ الصّلاح، والذهبيّ -، وإلاَّ فقد أُلفت كتبٌ كثيرةُ في معرفة الوفيات، 6 ) سير أعلام النبلاء 19/ 124-125. (7 ) علوم الحديث (ص81). ( 8) النكت على كتاب ابن الصّلاح (2/777). اما المسلم الملتزم فلا یعامل حدیث رسول الله و سنته هکذا. قال ابن عباس:"یوشک ان تنزل علیکم حجارة من السماء.اقول قال رسول الله -ص- و تقولون: قال ابوبکر وعمر؟"(الحدیث فی الصحیحین) وقال الامام مالک: ما منا الاراد و مردود علیه، الا صاحب هذا القبر وقال الامام الشافعی:" ان من استبانت له سنة رسول الله-ص- لم یکن له ان یدعها لقول احد" وقال الامام احمد:"حدثنا احمد بن عمر البزاز،حدثنا زیاد بن ایوب،حدثنا ابوعبیدة الحداد عن مالک بن دینار عن عکرمة عن ابن عباس قال:" لیس منا احد الا یوخذ من قوله و یودع غیر النبی-ص-" وقال الامام احمد:"عجبت لقوم عرفوا الاسناد و صحته و یذهبون الی رای سفیان والله تعالی یقولک"فلیحذر الذین یخالفون عن امره ان تصیبهم فتنة اویصیبهم عذاب الیم" وقال: " نظرت فی المصحف فوجدت طاعة الرسول فی ثلاث و ثلاثین موضعا... (فتح المجید شرح کتاب التوحید، ص321-322) فإن أعداء الإسلام من الکفار والمنافقین ما یزالون یجلبون بخیلهم ورجلهم للکید لهذا الدین وأهله، وذلک مصداق قوله تعال( ولا یزالون یقاتلونکم حتى یردوکم عن دینکم إن استطاعوا ) البقره: 217 ، وقوله تعالى ( والذین یؤذون المؤمنین والمؤمنات بغیر ما اکتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبینا ) الأحزاب: ٥٨، وقوله تعالى ( فإذا ذهب الخوف سلقوکم بالسنه حداد أشحه على الخیر ) الأحزاب: ١٩. ومن أقبح أنواع الأذى تجریح أهل العلم والصلاح، و ائمة الدین واختلاق الأکاذیب علیهم والتشنیع علیهم وتشویه سمعتهم والاستعداء علیهم، ومن ذلک ما جرى فی کتاب المدعو بفیصل نور، وذکره لروایات مشبوهة و تاویلها بتاویلات فاسدة بعیدة من العقل و النقل فی حق آل بیت رسول الله ویحاول هو وإخوانه من العلمانیین للنیل من فضائل امیر المومنین علی ابن ابی طالب وسائر اهل بیت محمد(ص) والوقیعة فی اعراضهم وإلصاق التهم بهم فی الکتب وعلى المواقع الشبکیه . فالصحابة الكرام الذين تربوا في المدرسة النبوية وعلى مائدة القرآن المجيد، وعلی راسهم اهل البیت النبوی هم الذين حرروا أجدادنا من ظلم الرومان وطغيان الملوك والغزاة، فعمّ بهم السلام والأمان وانتشر الإيمان، فازدهرت حياتهم وحلّت البركة في ديارهم وربوعهم، وها هي قبور الصحابة في الأردن وفلسطين وترکیا وایران والعراق والشام شاهدة على جهدهم وجهادهم. ومن هنا فإن الحديث عنهم والبحث في سيرتهم أمر مهم وواجب تجاه ما قاموا به لسعادتنا في الدين والدنيا، خاصة وأننا اليوم نشهد هجمة شرسة على الصحابة وآل البیت من جهات متعددة في الداخل والخارج، وهذه الهجمة الجديدة ليس فيها جديد بل هي تكرار للشبهات الساقطة السابقة التي بثتها ولا تزال فرق ناصبیة اوباطنية، أو الحاقدون على عظمة الإسلام من بعض المستشرقين وتلاميذهم. ومن أهم التوصيات : الإجماع على دور اهل البیت و الصحابة رضي الله عنهم وفضلهم في نقل الوحي (الكتاب والسنة)، وأن الطعن فيهم هو طعن في أسس هذا الدين لأنهم هم من نقل الوحي وحفظه. والصلة القوية والطيبة التي كانت تربط بين الصحابة الكرام وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الأطهار وإن الخصومة بين الصحابة وآل البيت فِريه مفتعلة وضعت لأغراض مشبوهة. وان مسالة الامامة والخلافة باتت فی التاریخ مسالة اجتهادیة والخلاف بین المسلمین فیه قدیم ویعترف الکاتب فیصل نور بانه یعود الی الساعات الاولی بعد وفاة الرسول الاکرم(ص14 من کتابه) ولاشک فی أثر اعتماد الروايات غير الموثوقة في القدح في عدالة الصحابة وعصمة اهل البیت (وهم اصحاب الکساء وآیة التطهیر ومن هم شهدوا بعدالته وعصمته) ویجب ان لانغفل من خداع أعداء الصحابة والسنة واهل البیت من الكُتاب المعاصرين او دعاة الفضائیات، في الطعن بالصحابة وآل البیت من خلال روايات لم تصح أصلاً! وقد اعتمد كتاب عبد الرزاق عيد (سدنة هياكل الوهم، نقد العقل الفقهي)، كنموذج للدراسة، فإذا كل اتهاماته تقوم على نقد أحداث لم تقع أصلاً! ولذلك من الأسس المهمة في صد عدوان الباطنية والعلمانية والنواصب على السنة والصحابة وآل البیت، التوثق من صحة الروايات أولاً، فليس من المعقول تضييع الجهود والأوقات في دحض الأكاذيب. * ویجب التأكيد على أن الكذب والروايات غير الصحيحة هي عمدة أعداء اهل البیت والسنة والصحابة، ویجب مطالعة کتب و مواقف العقاد، وأحمد حسين يعقوب المتشيع الأردني، وحسن السقاف ، وحسن فرحان المالكي السعودي، والنتيجة أن الصحابة علی الرغم من فضلهم وسبقهم فی الاسلام كبقية الناس.فیهم عدول وفیهم غیر ذلک والجمیع امام حکم الله وشرعه سواء "ومن یعمل مثقال ذرة خیر یره ومن یعمل مثقال ذرة شرا یره"(الزلزلة/7- قال الامام أحمد : حدثنا عبد الله بن نمير ، عن الاعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما أنزل الله : ( و أنذر عشيرتك الاقربين ) أتى النبي صلى الله عليه و سلم الصفا فصعد عليه ثم نادى " يا صباحاه " فاجتمع الناس إليه بين رجل يجئ إليه و بين رجل يبعث رسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا بني عبد المطلب يا بني فهر ، يا بني كعب أ رأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا نعم ! قال : " فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب لعنه الله تبا لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا ؟ و أنزل الله عز و جل : ( تبت يدا أبي لهب و تب ) المسد : 1 و أخرجاه من حديث الاعمش به نحوه ( 1 ) . و قال أحمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة . قال : لما نزلت هذه الآية : ( و أنذر عشيرتك الاقربين ) دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشا فعم و خص . فقال : " يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بني هاشم أنقذوا من النار ، يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار ، فإني و الله لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن لكم رحما سأبلها ببلائها " ( 2 ) و رواه مسلم من حديث عبد الملك بن عمير ، و أخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب و أبي سلمة عن أبي هريرة ، و له طرق أخر عن أبي هريرة في مسند أحمد و غيره . و قال أحمد أيضا حدثنا وكيع بن هشام عن أبيه ( 1 ) أخرجه مسلم في 1 كتاب الايمان 89 باب حديث 355 . و البخاري في 65 كتاب التفسير ( 111 ) باب فتح الباري 8 / 736 . و أحمد في مسنده 1 / 281 و 3078 ویقول عزوجل:"يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثىٰ وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا ۚ إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم ۚ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ"(الحجرات/13) * ولكن للأسف بسبب الضعف العلمي عند الأجيال الجديدة من جهة، وبسبب أن المنابر الإعلامية والثقافية العامة تفسح للطاعنين – وهذه جريمة لا ينبغي السكوت عنها- .. ظهرت جماعات وقنوات ودعاة ومشایخ اتخذوا الطعن فی الشخصیات التاریخیة للاسلام والمسلمین مهنة لهم. *أن اهل البیت والصحابة كانوا يهتمون ويحرصون على السماع والتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بعض الصحابة يتوثق من النبي صلى الله عليه وسلم عما لم يسمعه منه، وأنهم كانوا يصرحون للتابعين بأن الحديث النبوي لا بد من الدقة في التعامل معه، وكلمتهم في ذلك مشهورة "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه ". الصحابة وفی مقدمتهم اهل البیت النبوی كتبوا الحديث مبكراً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته، إذ كان بعض الصحابة کامیر المو منین علی ابن ابی طالب يكتب ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته كتب بعضهم عن بعض، كما في طلب معاوية من عائشة أن تكتب له بعض ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم، وكما كان يكتب الخلفاء الراشدون للقضاة والولاة في الأمصار ببعض التوجيهات من السنة النبوية، وكما كتب بعض الصحابة للتابعين لما طلبوا منهم ذلك، أن عصر الصحابة امتد لعام 110 هـ، أي بعد القرن الأول الهجري، وبذلك تكون كتابة الصحابة للحديث اتصلت بتدوين الحديث الذي أمر به الخليفة عمر بن عبد العزيز، وهو جمعه في كتب سواء على أبواب فقهية أو على أسماء الرواة. وکتاب علی ومصحف فاطمة (بمعنی کتاب فاطمة) کانا فی متناول ائمة اهل البیت الاثنا عشر وکانوا ینقلون منهما و یخبرون اصحابهم بما فیهما و ان عدداً من الصحف والنسخ التي عرفت بين الصحابة والتابعين، كنماذج مؤكدة لوجود الكتابة المبكرة للسنة النبوية. * دراسة منهج اهل البیت والصحابة في التوثق من صحة الأحاديث،ضروریة وأن أسس علم مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل عرفت من زمن اهل البیت والصحابة الكرام، وأنهم عنوا أيضاً بنقد المتن، من خلال مراجعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم في حال حياته، وعرضه على القرآن الكريم، وعرضه على الأخبار الثابتة الأخرى، وبهذا يتبين لنا عظم هذا الجيل الفريد وأن الله عز وجل اصطفاه وميزه وشرفه لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام لما فيهم من الأهلية والقابلية لتلقي الإيمان والحفاظ عليه. * آية الله جعفر سبحاني، في كتابه (عدالة الصحابة بين العاطفة والبرهان)، بحث عدالة الصحابة الكرام، ومنهج أهل السنة والمحدثين منهم والمنهج العلمی والشرعی الفرید لاتباع اهل البیت علیهم السلام فی ذلک الذی هو حکم القرآن بالذات. وبعد فإن تعريف الجيل الجديد من ناشئتنا بالصحابة الكرام و من بینهم اهل البیت النبوی وفضلهم وجهدهم وريادتهم، لهو شرط أساس في سبيل الوصول لما وصلوا إليه من نهضة ومعرفة وتقدم وحضارة، قدمت النموذج الرشيد الذي تنشده البشرية منذ ان عرفت دولة الإسلام. و نسال الله سبحانه وتعالی ان یعید للامة الاسلامیة مجدها ویوحد کلمتها ویصلح الجهال والمجرمین منهم ویمنعهم من تشویه سمعة الاسلام والمسلمین ومن الظلم باسم الدین والقتل واستباحة الدم المحرم وهتک العرض المحترم تحت عنوان الانتصار للصحابة والسنة وعلی حساب شرف و کرامة رسول رب العالمین ومن قال الحکیم فی حقه: "وما ارسلناک الارحمة للعالمین" (الانبیاء/107)وقال رب العزة فی الکتاب المبین:"انا من المجرمین منتقمون"(السجدة/22) وقال:" وسیعلم الذین ظلموا ای منقلب ینقلبون"(الشعراء/227) جاء لفظ الامام فی کثیر من الاحادیث النبویة المعتبرة موکدا علی اهمیة الامامة ولزوم اتباع الامام. وبلغ هذا التاکید مبلغا کان رسول الله- صلی الله علیه وآله وسلم- یعتبر من لم یتخذ اماما صالحا وعادلا لنفسه خارجا عن الاسلام و طبعا لیست کلها موضوعة بل بعضها رویت فی اصح المصادر لدی اهل السنة کالصحاح و السنن و فیما یلی نستعرض نماذج من هذه الاحادیث: «مسند» 1-ابوداود سلیمان بن داود الطیالسی المتوفی سنة(204) عن عبد الله بن عمر بلفظ: «من مات بغیر امام مات میتة جاهلیة، و من نزع یداً من طاعة جاء یوم القیامة لاحجة له» و راجع: کنزالعمال 2 ـ روی فی «صحیح» مسلم المتوفی سنة(261) ج 8 ص 107 : «من لم یعرف امام زمانه فمات میتة جاهلیة». 3-«صحیح ابن حبان»، ابوحاتم محمد بن حبان تمیمی، المتوفی سنة (354) بشرح «احسان بترتیب صحیح ابن حبان» برقم 44 بلفظ: «من مات و لیس له امام مات میتة جاهلیة». 4-قال رسول الله صلی الله علیه وآله و سلم: الائمة من قریش(کتابه: الامامة و النص.ص14) 5- واهم من کل ذلک قال رسول الله(ص):انی ترکت فیکم ما ان اخذتم به لن تضلوا...کتاب الله و عترتی اهل بیتی(ص547 من کتابه) عن مصادر عدیدة اعترف الکاتب ای فیصل نور ایضا بصحته. ولکن قبل الخوض فی الاحادیث علینا ان ننبه علی ان الاحادیث الماثورة عن رسول الله من المصادر الوحیانیة وتاتی بعد القرآن فی الدرجة الثانیة من الاهمیة و لا یجوز التعامل معها بهوی و عصبیة من اجل ان ننتصر لجماعة معینة او زمرة حاکمة او مذهب معین بل یجب ان نستسلم لها و نستفهم مرادها لنکون مسلمین حقیقیین و موحدین مخلصین ولا نکون من "من جعل الهه هواه" کما جاء فی القرآن الکریم. علی هذا فمباحث الامامة فی الحدیث الشریف یمکن طرحها بخمسة اوجه: 1-اهمیة الامامة فی الحدیث 2-الاشارة الی مواصفات الامام المطلوب شرعا(الامام العادل و الصالح) 3- الاشارة الی شخص الامام بعد النبی مباشرة 4-الاشارة الی عددالائمة 5-ذکر اسماء الائمة الی آخرهم و المهم هنا أن القدماء ـ لقرب عهدهم بالأئمة الأطهار (ع) ـ كان من السهل عليهم تحصيل القطع بصدور الأحاديث عنهم (ع) ، لكثرة القرائن الدالة على ذلك ، فلا تبقى حاجة الى التفتيش عن رجال السند كي يضطروا الى هذا التنويع. أما المتأخرون فقد خفت عليهم تلك القرائن لتطاول العهد ، وقدم الزمن ، وحيث قام الدليل لديهم على حجية خبر الواحد ، فلا مناص لهم من تنويعه وتقسيمه بلحاظ سنده ، وصفات راويه ثمّ النظر في شمول الدليل لأي قسم منه. وبذلك قال الشيخ حسن بن الشهيد الثاني معتذراً عن التنويع بعد اعترافه بحدوثه ، فقال : « فان القدماء لا علم لهم بهذا الاصطلاح قطعاً لاستغنائهم عنه في الغالب بكثرة القرائن الدالة على صدق الخبر ، وإن اشتمل طريقه على ضعف ... فلم يكن للصحيح كثير مزية توجب له التميز باصطلاح أو غيره. فلما اندرست تلك الآثار ، واستقلت الأسانيد بالأخبار اضطر المتأخرون الى تمييز الخالي من الريب ، وتعيين البعيد عن الشك ، (محی الدین الموسوی الغریفی، قواعد الحدیث، ج1،ص19،مطبعة الآداب ، النجف) ولکن کاتبنا البطل المغوار من کل هذه النصوص و الروایات و الاقوال یاتی بقول السید الخوئی الذی قال: "الروايات المتواترة الواصلة إلينا من طريق العامّة والخاصّة قد حدّدت الأئمّة(عليهم السلام) باثني عشر من ناحية العدد، ولم تحدّدهم بأسمائهم(عليهم السلام) واحداً بعد واحد، حتّى لا يمكن فرض الشكّ في الإمام اللاحق بعد رحلة الإمام السابق، بل قد تقتضي المصلحة في ذلك الزمان اختفائه والتستر عليه لدى الناس، بل لدى أصحابهم (عليهم السلام)، إلاّ أصحاب السرّ لهم، وقد اتّفقت هذه القضية في غير هذا المورد، والله العالم" ولم ینتبه الی ان هذا قول یحتاج الی التعمق و الاعتبار لانه کان بصدد الجواب عن سوال من سال سبب خفاء النص علی بعض اصحاب الائمة عند وفاة الامام السابق فیقول وان کانت هناک روایات باسماء الائمة الاثنا عشر ولکن لیس من المستحیل ان یکون فی اصحابهم من لم تصله لاسباب و مصالح فی اخفاء النص عن العموم واخبارهم اصحاب السر لهم کما لایخفی علی من درس حیاة الائمة و الضغوط الواردة علیهم من قبل الظالمین و الطغاة. ولا اظن الکاتب ینکر ذلک بالجملة. وعدم کون الحدیث کما لایخفی علی اهل العلم و المعرفة لا یسقطه عن الاعتبار لانه اذا کان فی درجة الصحة ال الحسن او العتبار او حتی فی ادنی درجة من ذلک یعنی الخبر الواحد یکون معتبرا اذا حفت بالقرائن الموجبة للصحة و الاعتبار و هذا لم یکن خافیا علی الکاتب لانا نراه فی تعامله مع حدیث الثقلین یعترف بانه:"ثبت عن رسول الله بالفاظ مختلفة وطرق یعضد بعضها بعضا ویرقی الی درجة الصحةبالشواهد و المتابعات"(ص547 من کتابه) بعد مراجعة الروایات نقف على ان المراد من الامامة هو المعنى العام لها الذی یشمل المرجعیة الدینیة والمسائل السیاسیة وهنا نشیر الى بعض الروایات فی هذا الخصوص: 1 ـ فی الحدیث المشهور الذی یرویه ابناء السنة والشیعة عن النبی (صلى الله علیه وآله) جاء ان: «من مات ولم یعرف إمام زمانه مات میتة جاهلیة»;(1) ان هذا التعبیر قوی الدلالة حیث ان الناس فی زمن الجاهلیة کانوا مشرکین ولا یؤمنون بالتوحید والنبوة. ومن الواضح جداً ان معنى الامامة هنا بمعنى الولایة المعنویة حیث انها أحد ارکان الدین واصوله وعدم ایمان المرء بها یستوجب الموت على عهد الجاهلیة. 2 ـ جاء فی سیرة ابن هشام: «إن النبی (صلى الله علیه وآله) أتى بنی عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله عز وجل ، وعرض علیهم نفسه ، فقال له رجل منهم ویقال له بحیرة بن فراس قال : والله لو أنی أخذت هذا الفتى من قریش لأکلت به العرب ، ثم قال : أرأیت إن نحن بایعناک على أمرک ، ثم أظهرک الله على من خالفک أیکون لنا الأمر من بعدک ؟ قال : الأمر إلى الله یضعه حیث یشاء ، فقال له : أفتهدف نحورنا للعرب دونک ، فإذا أظهرک الله کان الأمر لغیرنا ! لا حاجة لنا بأمرک ، فأبوا علیه»(2) 3 ـ فی حدیث عن الامام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) لعبد العزیز بن مسلم: «... هل یعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فیجوز فیها اختیارهم ، إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلا مکانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن یبلغها الناس بعقولهم ، أو ینالوها بآرائهم ، أو یقیموا إماما باختیارهم ، إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهیم الخلیل علیه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة ، وفضیلة شرفه بها وأشاد بها ذکره ، فقال : " إنی جاعلک للناس إماما " فقال الخلیل علیه السلام سرورا بها : " ومن ذریتی " قال الله تبارک وتعالى : " لا ینال عهدی الظالمین " . فأبطلت هذه الآیة إمامة کل ظالم إلى یوم القیامة وصارت فی الصفوة ثم أکرمه الله تعالى بأن جعلها فی ذریته أهل الصفوة والطهارة فقال : " ووهبنا له إسحاق و یعقوب نافلة وکلا جعلنا صالحین * وجعلناهم أئمة یهدون بأمرنا وأوحینا إلیهم فعل الخیرات وإقام الصلاة وإیتاء الزکاة وکانوا لنا عابدین " . فلم تزل فی ذریته یرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبی صلى الله علیه وآله ، فقال جل وتعالى : " إن أولى الناس بإبراهیم للذین اتبعوه وهذا النبی والذین آمنوا والله ولی المؤمنین فمن ذا الذی یبلغ معرفة الامام ، أو یمکنه اختیاره ، هیهات هیهات ، ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العیون وتصاغرت العظماء ، وتحیرت الحکماء ، وتقاصرت الحلماء ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الألباء ، وکلت الشعراء ، وعجزت الأدباء ، وعییت البلغاء ، عن وصف شأن من شأنه ، أو فضیلة من فضائله ، وأقرت بالعجز والتقصیر ، وکیف یوصف بکله ، أو ینعت بکنهه ، أو یفهم شئ من أمره ، أو یوجد من یقوم مقامه ویغنی غناه ، لا کیف وأنى ؟ وهو بحیث النجم من ید المتناولین ، ووصف الواصفین ، فأین الاختیار من هذا ؟ وأین العقول عن هذا ؟ وأین یوجد مثل هذا ؟».»(3) 1. شرح المقاصد، ج 5، ص 239. 2. سیرة ابن هشام، ج 2، ص 32. 3. ا
تاريخ الإضافـة 15/08/2016 - 11:47