الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

ترامب والتحدّي الكوري
أضيف بواسـطة
النـص : ترامب والتحدي الكوري ..!! القوه تحتاج إلى قوة تجابهها وإلا فالانفراد بها قد يعني استعبادا للآخرين حتى وان ارتدى هذا الاستعباد رداء اللين والتسامح...فالعالم برغم كل التقدم العلمي وكل مظاهر السياسة التي يتشدق بها الكثيرون في الظاهر إلا أن الحقيقة الساطعة سطوع الشمس هي الغلبة للقوي مهما لانت التصرفات ... فبعد فوز السيد ترامب بالرئاسة الاميركيه بدأت التصريحات العلنية التي حملت كثيرا من التهديد المبطن أو العلني تجاه الدول العربية بشكل عام والعراق وبعض الدول الأخرى بشكل خاص وما كان أمام العراق أو أي دولة عربيه إلا محاوله امتصاص صدمة تلك التصريحات والتشبث بالحلول الأنسب من خلال العلاقات الدولية والاستفادة من بعض التأثيرات من هذه الدولة أو تلك لأنه من غير الممكن مجابهة تلك التصريحات أو التهديدات بأسلوب يتناسب معها وهذا أمر فرضته ظروف الضعف والتفكك العربي مما جعل الحكومات عاجزة عن اتخاذ قرار موحد تستطيع من خلاله أن تكون في موقف الند لأميركا ... والحقيقة التي لا تخفى على الجميع أن السيد ترامب كان يصرّح ما يحلو له بدون تردد لأنه يعرف تماما مدى الضعف العربي وهذا بحد ذاته درس لكل الحكومات العربية وجرس إنذار للجميع بالانتباه على الأقل لنتائج هذا التفكك وعدم الانسجام في المواقف ، ولوان الأجراس قبله كانت كثيرة !!! وربما كان الرد الأول في العالم وبشكل مباشر إلى السيد ترامب قد جاء من السيد كيم جون اون رئيس كوريا الشمالية عندما تحدّث مؤخرا وبشكل صريح وبأسلوب التحدّي للولايات المتحدة الاميركيه وكان الخطاب موجها للسيد ترامب نفسه بأنه سيحرق الأرض بالولايات المتحدة لو حاولت الاعتداء على كوريا الشمالية وقالها بشكل واضح انه سيستخدم كل ما متاح من أسلحه حتى النووية ضد أميركا وحلفاؤها . وهذا الموقف الصريح والجريئ والعلني من السيد كيم جون اون لم يكن لولا استناده إلى الترسانة العسكرية والنووية التي تمتلكها بلاده ...فهل ينتبه الحكام العرب للأسس التي تعطي القوه لهم والى أسباب الضعف التي يمر بها الشعب العربي ؟؟؟ ربما هو التحدي الأول والمباشر الذي لم يستطع احد غير رئيس كوريا الشمالية ان يتخذه وبشكل الواثق من نفسه ومن قدرات بلاده ، وهذا الموقف بالتأكيد لن يكون مفاجئ للسيد ترامب لأنه لابد أن يتوقعه من خلال معرفته بإمكانات كوريا الشمالية العسكرية وألنوويه وهذا ما سيجعل الرئيس الاميركي يعيد حساباته كثيرا أمام هذا التحدّي المباشر الذي سيقود إلى احتمالين ...الأول أن تحاول أميركا استخدام السياسة لأبعد الحدود تجنبا لصراع لا تحمد عواقبه على الجميع أو أن تستمر بالتحدي وهذا قد يؤدي إلى حرب عالميه ستحرق الأخضر واليابس.. فكوريا الشمالية فعلا ليست كالدول العربية التي يستطيع السيد ترامب أن يتحدّاها آو يبتزّها .... عبدالكريم لطيف
تاريخ الإضافـة 15/05/2017 - 00:27