مسيرة قائد تختم بالشهادة فيتنكره الكثير!!! ---------------------------------- مسيرة قائد تختم بالشهادة فيتنكره الكثير!!! رضوان العسكري منذ اللحظات الأولى التي تمكَّن فيها السيد الحكيم الخروج من العراق، في تمّوز عام 1980 م، توجَّه نحو تنظيم المواجهة ضد نظام صدام المجرم، وتعبئة كل الطاقات العراقية الموجودة داخل العراق وخارجه، من أجل دفعها لتحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذا النظام الجائر. وبعد مخاضات صعبة، أسفر النشاط المتواصل، والجهود الكبيرة للسيد الحكيم عن انبثاق المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، في أواخر عام 1402 هـ1982م، وانتُخِب سماحته ناطقاً رسمياً له، حيث أُوكلت له مهمّة إدارة الحركة السياسية للمجلس على الصعيد الميداني، والإعلامي، و تمثيله، و منذ عام 1986 م أصبح سماحته رئيساً لهذا المجلس حتّى استشهاده. عرف آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، بالتقوى والورع، زهد في الدنيا كما زهد بها جده الامام الحسين عليه السلام، ترك مدينته ومدينة آبائه، مدينة العلم والعلماء مدينة الابطال والثوار، النجف الاشرف، ليبدأ مسيرته الجهادية في المهجر، مهاجراً في سبيل الله تاركاً الأهل والأحبة ، ليقدمهم ضحايا على مذبح الحرية، لتتلاقفهم عصابة من الطغات والقتلة، عصابة البعث الفاشي، فشابهه جده الامام الحسين عليه السلام بتضحياته، فقدم الضحايا من اجل نصرة الحق ونصر الاسلام، حيث اعطى من أجل العراق ما يقارب المئة قربان من افاضل العلماء واساتذة الحوزة العلمية، ومن خيرة الأكادميين من اطباء ومهندسين، فلم يسلم من اجرام صدام حتى الاطفال والنساء والكهول من ال الحكيم. صادر النظام كل ما يعود لآل الاحكيم، من أموال وبيوت وأملاك وكل شيء، ضناً منه أن بستطاعته معاقبتهم او لي ذراعهم، لكنه لم يفلح بذلك، فزادتهم تلك الوحشية وذلك الاجرام عزيمة وإصرار على الاستمرار بذلك الجهاد، كل هذا واكثر كان ثمن الوقوف بوجه طاغية العصر، والتصدي لسياسة البعث الفاشي، فكان ثمن الدفاع عن الاسلام والمذهب وحقوق الشعب العراقي باهضاً جداً دفعه ال الحكيم النجباء. ارسل النظام رسائل عديدة الى السيد محمد باقر الحكيم، يطالبه بالعدول عن موقفه والاستسلام لأوامرة لكنه ابى ذلك، واطلق قولته المشهوره التي اخذها من جده الامام الحسين عليه السلام، هيهاة منا الذله، فما كان من صدام الا ان اقدم على اعدام ما تبقى من اهله وذويه. لقد اقدم النظام على منح عفو عام عن كل شخص معارض للحكم، بإستثناء شخصين فقط هم السيد محمد باقر الحكيم ورئيس الجمهورية السابق جلال الطلباني، لهذه الدرجة وأكثر كان تأثير السيد محمد باقر الحكيم في معارضة حكم البعث الفاشي، حيث اتخذ من المهجر منطلق نحو العالم ليكشف لهم مدى ظلم واجرام صدام بحق شعبه، فلقد اظهر للعالم مدى وحشية هذا النظام، ومدى استبداده في الحكم، في المحافل الدولية، بالإضافة الى تشكيل قوى عسكرية لمقارعة نظامه الفاشي، على مدى السنوات التي قضاها خارج العراق، لحوالي ثلاثة وعشرين سنة. ليعود الى ارض الوطن وسط ترحيب الملايين من أبناء شعبه، وهم يهتفون بإسمه في كل مدينة وقرية يمر بها موكبه، من البصرة حتى النجف، وإستمرت هذه الرحلة مدة خمسة ايام، ليستقر بعدها في النجف الاشرف، لتكون آخر المطاف لرحلة القائد. فكانت النجف المعراج لروحه الطاهره الى بارئها، اثر التفجير الإرهابي الذي أعد له في باب الصحن العلوي الشريف، في ظهيرة يوم الجمعة الاول من رجب سنة 1424هـ شهر آب 2003م، فتناثرت دمائه وأشلائه لتخضب جدار ضريح جده شهيد المحراب الامام علي عليه السلام، كما رحل معه ثلة من رفقاء طريق الجهاد والكفاح، والكثير من زوار المرقد العلوي المطهر، ليختم مسيرته الجهادية بالشهادة التي طالما كان يدعو الله ان يزقه إياها، لا زلنا نستذكر بعض مواقف وتاريخ جهاد تلك العائلة المضحية في سبيل العراق وشعبه، الذي تنكر بعضه لتلك التضحيات الجسام والقرابين التي قدمها ال الحكيم النجباء على مذبح الحرية. ---------------------------------- مقـالات فكري أضيف بواسـطة : رضوان العسكري تاريخ الإضافـة : 16/03/2017 - 09:09 آخـر تحديـث : التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : https://nahrain.com/content.php?id=70394 رقم المحتوى : 70394 ---------------------------------- موسـوعة النهريـن nahrain.com