| النـص : محمد هاشم الصالحي
عام 1991 وانا طالب في الصف الاول بجامعة صلاح الدين في اربيل. انسحبت الدولة من المدينة وفرضت وضعا صعبا عليها. لا كهرباء لا ماء لا وقود ولا بنزين والشعب في حال مأساوية
اتعبتنا الى حد كبير. ظهرت منظمات دولية في المنطقة بدأت تهتم بنا. ذات يوم شاهدت في باحة قسمنا قسم الجيولوجيا رزم كبيرة ابلغوننا فيما بعد انها مساعدات مقدمة من منظمات دولية. تم فتح هذه الرزم بحضور رئيس القسم الدكتور (الشهيد ) عصام محمد الراوي رحمه الله، واذا بها ملابس قديمة رثة مستعملة تقدم لنا نحن الطلبة لنلبسها وهي من عطف وكرم الدول الغربية.
دهش جميع الطلبة، فما اعتدنا على ارتداء فضلات الغرب. رفض الجميع استلام اي قطعة من هذه المساعدات والتي تدعى بـ (البالا). فقرر رئيس القسم توزيعها على المتعففين من العوائل التي استقرت في اربيل هربا من الجيش الحكومي.
بالامس كنا نرفض قبول المساعدات واليوم اصبحنا ننادي باعلى اصواتنا لنجد من يمد لنا يد العون. ملابس بطانيات مستعملة هيترات قديمة خيم رديئة اي شيء تجود به انفسكم. اسفين يا غرب فنحن اليوم نقبل باي شيء. |
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النهرين للثقافة والإعلام © www.nahrain.com 2000-2019