الوطن والجيش ليس حقلاً للتجارب ---------------------------------- ان الوطن والجيش لا يحتمل ان يكونا حقلاً للتجارب هذا ما حذر منه خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ سلام الربيعي اليوم في خطبة الجمعة، وداعا بانه ليس من الانصاف تمييع دور القيادات في الجيش، وفي ذات الوقت ثمن الدور الكبير للإعلام العراقي في المشاركة بتحقيق النصر على داعش بنقل بطولات الجيش والشرطة والحشد الشعبي للشعب، مشدداً على ادامة الزخم المعنوي واستثمار الاجواء الايجابية للانتصارات العسكرية. وقال الشيخ سلام الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، ورد في الكثير من الروايات التأكيد على حب الوطن والانتماء اليه لذا جاء في الحديث حب الوطن من الايمان وصار الانسان يضحي بكل ما يملك من اجله لأنه يستمد انتمائه وكيانه الانساني منه فالوطن هو ذلك المكان الذي ولدنا فيه وعشنا في كنفه وترعرعنا واكلنا من خيراته وثماره وتنفسنا هواه بل واحتمينا في احضانه. واضاف ان المتطلع لخطابات المرجعية الرشيدة يلمس وبكل وضوح المواطنة العالية التي يتحلى بها وتأكيده على حب الوطن ، فقد حث المرجع اليعقوبي الشباب على حب الوطن واليوم يؤكد هذا المعنى مع مجموعة من ضباط الجيش العراقي حيث اثنى على الانتصارات الاخيرة التي حققتها القوات المسلحة في عمليات تحرير الموصل والتي اعادت الهيبة لجيشنا ومكانته التي عرف بها وصدارته في جيوش العالم. وتابع ان النصر الذي تحقق وان كان بالأصل من عند الله الا ان هناك اسباباً ومقدمات له ومن اهمها الشعور العالي بالمسؤولية وحب الوطن وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة والوقفة المشرفة من المؤسسات والافراد الذين قاموا بالدعم اللوجستي للجيش والحشد الشعبي فضلاً عن الدعاء. وشدد الربيعي ليس من الانصاف تمييع دور القيادات في الجيش وابراز دور من يرتبط بالاحزاب السياسية فالوطن والجيش لا يحتمل ان يكون حقلاً للتجارب وان الانجازات الاخيرة وظهور نخبة من القادة الناجحين اثبتت امكانية الاصلاح وان الامل موجود ويمكن تعزيزه بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ولا بد من استخدام مبدأ الثواب والعقاب لمراعاة كرامة العسكريين وحفظ حقوقهم والاستفادة من خبرات الجيدين وعدم الحرمان منهم بل عدم هدر الاموال للأشخاص الذين لا يستفاد منهم بالشكل الجيد والصحيح. وشكر الربيعي الاعلام العراقي لدوره الكبير في تحقيق النصر لا ننسى الدور الاعلامي الكبير الذي قدمه الاخوة الاعلاميين وهم يشاركون اخوانهم في ساحات الوغى ليبقى الجيش على هيبته وهذا ما عهدناه له الا ان الانتكاسة التي حلت به قبل سنتين تقريباً كانت بسبب الفساد والخيانة وتصدي غير الكفوئين لقيادته من الذين لم يتشربوا بالعقيدة والمهنية العسكرية. وبين الربيعي ان العراقيين قادرون على ان ينهضوا ويبنوا بلادهم ويحموا شعبهم بل ويتقدموا في طريق السيادة والحرية والازدهار بشرط التوحد واخلاص النية وطاعة القيادة المخلصة العاملة وان المجرمين المتوحشين هم جبناء وينهزمون امام صبر وصمود الابطال من ابناء العقيدة فهم اي المجرمون ليس لديهم سوى الولوغ في الجريمة لإرهاب خصمهم ومحاولة هزيمته بالرعب. ودعا الربيعي الى ادامة الزخم المعنوي واستثمار الاجواء الايجابية للانتصارات، موصياً المقاتلين ان لا يغتروا بهذا النصر فينسوا ذكر الله ولا يسترخوا ويظنوا ان المعركة قد انتهت لان العدو المولغ بالجريمة سوف لا يتوقف هو واسياده الذين يدفعونه ويمولونه ويعدون له الخطط ولكن الله وعدكم بالنصر واطفاء نار الفتنة التي يوقدها هؤلاء. وبخصوص الاحتفالات بأعياد الميلاد في رأس السنة الميلادية قال الربيعي اننا مقبلون على نهاية سنة ميلادية واستقبال اخرى جديدة وقد كانت الماضية مضماراً تسابق فيه الناس ، لكن مما يؤسف له ومما يثير الاستغراب والعجب اننا نشهد اليوم العالم من شرقه الى غربه يتهيأ لاحتفالات صاخبة بمناسبة رأس السنة الميلادية والايام القادمة ستشهد بذلك بحيث تهدر المليارات من الدولارات وتعطل فيها الكثير من الاعمال ولعدة ايام في بعض الدول وهذا لعمري خسارة اضافية ، فضلاً عن حفلات الرقص والغناء والاختلاط المحرم وغيرها من السلوكيات المنحرفة. وتابع ان المؤلم بالموضوع ان الكثير من المسلمين سيشاركون فيها دون مراعاة لأخلاقهم وتعاليم دينهم ووصايا ائمتهم وقد توسع الاحتفال هذا ليشمل كل شخص بعيد ميلاده السنوي ومن حقنا ان نسأل سؤالا : هل يحق لهؤلاء ان يفرحوا وهل لهذا الفرح والسرور واقعية ام لا ؟ لانه من المفترض بهؤلاء ان يحزنوا ويتأسفوا لأنه مرت عليهم سنة وانقضت مدة من اعمارهم واقتربوا من اجالهم دون الاستفادة والاستعداد ، بل انهم وللأسف الشديد عملوا عكس ما يراد منهم وضيعوا رصيد حياتهم الذي تشترى به الجنة ورضا الله واشتروا سخطه والنيران الا من رحم ربي. وشدد الربيعي بالوقت الذي نهنئ فيه اخواننا المسيحيين بذكرى ولادة السيد المسيح النبي الكريم والرسول العظيم كلمة الله التي القاها الى مريم المقدسة وروح منه ليهب للبشرية الرحمة والسلام والمحبة والتسامح ونبذ الدنيا التافهة التي تزرع البغضاء والشحناء وتصنع الحروب والجرائم وتفرق بين البشر، نذكرهم بانه عليه السلام كان من اولي العزم من اصحاب الرسالات الالهية التي امر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه واله ان يسير على هواهم ويلتزم بطريقتهم المثلى. واشار الربيعي نحن نعرف عظمة السيد المسيح بما عرفه القرآن لنا ونحترم اتباعه ونحبهم لانهم اقرب الناس الينا، أملاً من اخوتنا المسيحيين ان يلتزموا بتعاليم السيد المسيح الذي لا يرضى بالظلم والانحراف وكذا نأمل ان نكون يداً بيد لنسير نحو تحقيق المثل الانسانية العليا التي ضحى من اجلها الانبياء والرسل. ---------------------------------- مقـالات سياسي أضيف بواسـطة : فراس النجفي تاريخ الإضافـة : 23/12/2016 - 16:15 آخـر تحديـث : التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : https://nahrain.com/content.php?id=48144 رقم المحتوى : 48144 ---------------------------------- موسـوعة النهريـن nahrain.com