الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

سأطلقك يا دنيا
أضيف بواسـطة
النـص : فؤاد الموسوي /// لقد مللتك يا دنيا..إليك عني..فلقد سئمت العيش فيك..و ضجرت من إسقبالك كل يوم..لقد خنقني عطرك الكاذب..و تراءى لي وجهك المزيف..ناعم ملمسك و السم ناقع في جوفك تغرسين أنيابك بمن أحبك و تعلق بك.. آه يا دنيا! لكم أحبك المترفون و هم لا يشعرون.. لا أدري لماذا يقدسك الاخرون؟ لماذا اغتر و يغتر بك المغترون؟ أو لم يعلموا ؟ ..أو لم يعلموا من أنت؟..لا أدري! لقد سئمت و سئمت إناسك المزيفون..ملتك و مللت مجاملة الخشن الذي يظن اللطف ضعفاً و التساهل خوفاً و الترفع غطرسة و سئمت الأحمق الذي يتهم الناس بالخرس لأنهم لا يتكلمون بالغيبة و النميمة و ينعتهم بالعمى عندما يحولون انظارهم عن الخلاعة..إليك عني! لن أطيعك..سوف ارحل!.. نعم..سأرحل عنك بعيداً.. ساهجرك و أهجر معاشرة الظالمين من أهلك..سأغدو بعيداً في الأماكن الموحشة..لقد تبين لي إن العيش في الكهوف و الجبال و الوديان و العيش مع الوحوش الضارية خيراً من عيشتي مع ابنائك الأشرار..سأعتزل يا دنيا..لأنك فقدت عطرك الأصيل و انتشيت بعطر كاذب..سأعتزلك لأن الطيبين قد رحلوا..سأرحل هناك..سأتخذ لي صومعة فوق إحدى القمم و سأحمل حقيبة صغيرة فيها أضع مدخراتي فيها كتاب ربي و قرأنه و فيها بعض ما خلفه الطيبون..فيها كتب تؤنسني في وحشتي تلك..فيها أفكار العباقرة و أقوال العظماء ..سأطلقك يا دنيا..سأهجرك..لكني سألتفت ورائي إلتفاتة قصيرة لأرمي معها حسرة مضطربة من أجل المستضعفين.
تاريخ الإضافـة 03/12/2016 - 16:58