الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

الشعائر الحسينية في زمن العزلمة
أضيف بواسـطة
النـص : الشعائر الحسينية في زمن العولمة بقلم / ظافر عبد الوهاب مارس العراقيون إحياء الشعائر الحسينية منذ زمن طويل فمنذ إن سقط سيد الشهداء الحسين عليه السلام شهيداً بأرض كربلاء هو وأبناءه وخيرة أصحابه نصرة للدين ونصرة للحق ضد الباطل أصبحت كربلاء قبلة للثوار وأصبحت ثورة الحسين مشعلاً ينير درب الثائرين , ومن هناك ومن ذلك التاريخ وانطلقت أول الشعائر الحسينية في العراق حيث تذكر المصادر التاريخية ان أولَ من مارس الشعائر الحسينية هم ( التوابين) من أهلِ العراق وهم أولَ من استخدم مصطلح ( يا لثارات الحسين ) وكانت شعائر التوابين ممزوجة بالحزن والثورة والانتفاض على الحكم الأموي آنذاك حيث كان قائد التوابين ابو عبيدة الثقفي ( المختار الثقفي ) يقيم المأتم الحسينية في بيته وبيوت اصحابه وطالما كانت هذه المأتم تنتهي بصدامات وثورة ضد الحكم الأموي آنذاك . استمرت هذه الشعائر في العراق على نهج ثوري ودخل المقتل الحسيني في هذه المأتم في القرن التاسع عشر الميلادي وتذكر المصادر التاريخية ا ن اول من قرءا المقتل الحسيني هو (ابن نما الحلي) و(السيد ابن طاووس) وكانت هذه المقاتل تتحدث تفصيلياً عن واقعه ألطف وكانت المقاتل تقرأ بصوت شجي مملوء بالحزن تذرف له الدموع والحسرات من قبل السامعين , حافظت الشعائر الحسينية والقائمين عليها من أصحاب النسب والجاه والدين من أهالي العراق على ديمومتها وعبقها التاريخي التراثي حيث كان الناس من كل الطوائف والمذاهب يتوجهون مع انطلاق شهر محرم الحرام إلى أصحاب المواكب المنتشرين في أرجاء العراق ويستمعون لمقتل الحسين ويذرفون الدموع الطاهرة البريئة ويستذكرون واقعة ألطف والماسي التي جرت هناك , حتى بعد تولي النظام السابق للسلطة بالعراق ومحاربته للشعائر الحسينية والقائمين عليها كانت المواكب الحسينية تقام بالرغم من المضايقات التي يتعرض لها أصحاب المواكب من قبل العبثيين ورجال الأمن وكانت التقارير التي ترفع من قبلهم ( البعثيين ورجال الأمن ) للسلطة تعرض أرواح الآلف من أصحاب المواكب ومرتادي المواكب لخطر السجن او حتى الإعدام ومع كل ذلك حافظت الشعائر الحسينية على ديمومتها ونكهتا ألجميله ولو سراً فلا زلت اذكر الموكب الذي يقيمه جدي رحمه الله وروعته فكنا نتجمع من كل مناطق بغداد إخوة وأقرباء وأصدقاء قبل يوم او يومين ونبدأ بالإعداد للطبخ في فسحة وسط منزل جدي ( الحوش ) ونستمع مرارا ً وتكراراً لمقتل الإمام الحسين بصوت ( عبد الزهرة الكعبي ) و ( حمزة الصغير ) على الرغم من أننا لم نكن نستطيع رفع صوت المقتل ولا ترك بوابة ( الحوش ) مفتوحة . بعد العام (2003) شهدت الشعائر الحسينية تطوراً كبيراً وأصبحت المواكب تقام علناً وفي كل شوارع العراق وتزامناً مع جيل العولمة دخلت شعائر جديدة ما كنا نعرفها سابقاً وما كنا نراها , فاليوم نرى ظواهر غريبة دخيلة على الشعائر الحسينية فألغيت المقاتل الحسينية ودخلت بدلاً عنها الطبول والدفوف وصارت القصائد التي تتلى بالمواكب الحسينية قصائد بكلمات دون المستوى ممزوجة بهرجٍ ومرج وحركات غريبة وضربٍ على الرؤوس ودماءٍ وقامات وسلاسل وأكثر من ذلك بكثير ففي احد المواكب ترى أشخاص يسيرون على الجمر وأشخاص يصلون على الجمر وأشخاص يزحفون وغيرها من الأمور المستهجنة الدخيلة على الشعائر الحسينية . في زمن العولمة والحرية والانفتاح و زمن الحكومة الشيعية فقدت الشعائر الحسينية نكتها وعبقها التاريخي التراثي وافتقدنا تلك الأيام المملوءة بالخشوع والحزن وافتقدنا أصواتاً عهدنا طوال سنوات عدة لقراء المقتل الحسيني . السؤال الذي يدور في بالي هو هل ان التطورات التي طرأت على الشعائر الحسينية هي تطورات طبيعية ايجابية ام انها تطورات مستهجنة وسلبية ومسيئة للشعائر الحسينية وان كانت كذلك فأين دور رجال الدين وأصحاب المواكب من ذوي النفوذ واين الدولة أليس من المفترض المحافظة على شعائرنا الحسينية بصورتها الصحيحة وتوجيه المجتمع نحو الصحيح من خلال الفتاوى الدينية ومن خلال الخطابة والإعلام ومنع الحالات السلبية الدخيلة على المجتمع .
تاريخ الإضافـة 08/10/2016 - 10:17