عبدالكريم لطيف ---------------------------------- قبل فوات الأوان .!! كل شيء في أوانه جميل ولا يمكن أن تكون النتيجة نفسها أن كان الشيء قبل أو بعد الأوان .فلا نستطيع أن نعيش الغد أو الأمس في يومنا الحاضر .فهو تدبير رباني أن يكون كل شيء في وقته هو الأنسب وهذا ينعكس على كل مجالات الحياة .وما يصلح مثلا بسيطا على موضوعنا هو ما يحدث الآن بين كر وفر من قرارات وكذلك إعلاميا حول قضيه انفصال كردستان عن العراق . ربما كانت بعض الظروف تبدوا مثاليه للسيد مسعود البارزاني حينما أعلن عن الاستفتاء وأصر على إجرائه في موعده برغم كل النداءات الإقليمية والدولية ألمعارضه والسبب كما يبدوا انه يريد ضرب عدة عصافير بحجر واحد فهو من ناحية يريد أن يكون الرقم واحد في قائمة الذين يطالبون في إقامة دولة كرديه ومن جانب آخر أراد قلب الطاولة على الأحزاب والأشخاص الذين ينادون بوجوب انتهاء ولايته أما الحكومة العراقية فللأسف أنها طيلة الفترة الماضية جعلت من قضيه كركوك والمناطق المتنازع عليها بعيدة عن النقاشات وربما كان يخطر ببال من بيدهم الأمور أن ترك الأمور للزمن سيتكفل الزمن بحلها أو أن كل حكومة كانت تريد رمي الكرة بملعب الحكومة اللاحقة وهذا هروب من مواجهة مشاكل البلد بالشكل الصحيح . فبعد إجراء الاستفتاء تعالت ألأصوات بالتهديد والوعيد ودق طبول الحرب وهناك أصوات كثيرة كانت هادئة وطالبت بالتعامل العقلاني وعدم الوقوع في المنزلقات .لكن بنفس الوقت الغالبية تطالب بوحدة العراق أرضا وشعبا بأسلوب هادئ لان لغة التصعيد لن تجلب للعراقيين بكل مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية إلا الدمار . فالحكمة مطلوبة ولكن على الحكومة وعلى المطبخ السياسي العراقي أن ينظر للمسالة من خلال الحكمة التي لا تؤذي الشعب العراقي سواء كان في الإقليم او الوسط او الجنوب وبنفس الوقت تحافظ عل وحدة هذا الشعب وعلى وحدة الأرض العراقية فالمعادلة التي تحفظ وحدة العراق أرضا وشعبا أمام رغبه حكومة الإقليم بالانفصال ليست معادلة سهله لكنها بنفس الوقت ليست مستحيلة الحل إذا وجدت الفكر السياسي المحنك الذي يجمع كل الأطراف ويحقق مصالح الجميع من خلال وحدة الأرض والشعب باستثمار كل الوسائل التي تساعد على تحقيق حل لهذه المعادلة .لان عجز الحكومة في إيجاد الحلول السلمية قد يدفع بعض الأطراف للتدخل العسكري سواء في داخل العراق او على المستوى الإقليمي وحينها سيكون الحل أصعب كثيرا .لهذا على الحكومة أن تجد ما هو الأنسب لحل هذه المشكلة وفي الوقت المناسب لان التأخر في استخدام الحلول من خلال الإمكانات المتاحة قد يكون سببا في تعقيد المشكلة فلا التأخير ينفع ولا الاستعجال خاصة بعد ان اكملت الحكومة العراقيه فرض القانون على كركوك ومناطق اخرى لأن الشعب والعالم يترقب والمسؤولية ليست سهله على كل الاطراف ولهذا على الحكومة المركزية التعامل مع الشعب الكوردي كشعب واحد وعلى حكومة الإقليم الاتفاق على إيجاد الحلول المناسبة في أوقاتها وقبل الوصول الى الصدام العسكري مع اي جهة والذي سيؤدي إلى خسارة احد الأطراف والخسارة باهضة الثمن على الجميع فتدارك الأمر أسلم قبل فوات الأوان. عبدالكريم لطيف ---------------------------------- مقـالات سياسي أضيف بواسـطة : عبدالكريم لطيف تاريخ الإضافـة : 28/10/2017 - 00:26 آخـر تحديـث : التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : https://nahrain.com/content.php?id=123296 رقم المحتوى : 123296 ---------------------------------- موسـوعة النهريـن nahrain.com