الموسوعة الخبرية الاولى في العراق تأسست عام 2000 م

المنطقة العربيه احلام من سراب
أضيف بواسـطة
النـص : المنطقة العربية.. أحلام من سراب !! تتباين الآراء حول أمور كثيرة في الحياة وقد يحصل اتفاق أو اختلاف وهذا أمر طبيعي لان الاتفاق بشكل مطلق يكاد يكون صعبا جدا إلا في نطاقٍ محدد لا يمكن الاختلاف عليه ، وموضوع سكان الوطن العربي بكل مكوناتهم الدينية والمذهبية أو ألقوميه ومدى قربهم من شعوب العالم وبعدهم أيضا يخضع لنفس المقياس وان كان العامل الأساسي الذي يحدد الإطار العام لتلك العلاقة هو العامل السياسي المرتبط ارتباطا وثيقا بالمصالح الدولية.. فهناك من السياسيين أو المستقلين من يرى أن العلاقة مع أي معسكر سواء الشرقي أو الغربي إنما هي (عَمْاله) ويجب على الحكومات أن تكون مستقلة تماما لتبقى العلاقة متوازنة على أساس الاحترام المتبادل ، وهذه نظره صائبة إلى حد ما ، في حالة كون ألدوله تعيش الاستقلال الحقيقي ولها القدرة على اتخاذ القرارات بما يصب بمصلحتها أولا ثم مصالح الدول الأخرى.. وفي قراءة بسيطة للإحداث التي مرّت بالوطن العربي منذ منتصف عقد الستينات في القرن الماضي ، نلاحظ مؤشرا واضحا أن العرب لم يتفقوا بشكل كامل للتوجه إلى هذا المعسكر أو ذاك وظلت الأماني تلعب دورا كبيرا في محاولات ترسيخ تلك العلاقات ، وأماني اغلب الحكومات أن يستمر الحكم بيدها لأطول مدة ، وما كان للشعوب العربية دورا فاعلا لان الدور المؤثر هو للحكومات التي تظن أنها ممثلة للشعب في بلدانها وما كان للشعب إلا العيش وراء الآمال التي كانت تنسجها تلك الحكومات بتحقيق الأحلام بالرفاهية وتحرير فلسطين ...فلا تحققت الرفاهية ولا تحررت فلسطين!! إلى أن بزغ فجر الربيع العربي الموهوم الذي صفق له البعض بانتظار غد أفضل ..أزيحت بعض الحكومات واستبدلت ، وأزيحت حكومات وتُركت الشعوب تعيش نار الحروب والاقتتال ليأكل بعضها البعض دون الوصول إلى حالة الاستقرار ، وهنا تحولت الآمال من آمال حكومات إلى آمال للشعب الذي يعاني الاقتتال والخسائر بالأرواح والاقتصاد فأصبح الشعب يعلق الآمال على أميركا أو روسيا أو الدول المجاورة ، ودخلت على الخط بعض الدول مثل تركيا وإيران والسعودية وغيرهم وهذا أمر طبيعي فكل دولة تبحث عن تحقيق أمنها ومصالحها أولاً .... هذه التدخلات مع فقدان الشعوب القدرة على اتخاذ أي قرار جعلت كل شعب في هذه الدول ينقسم على نفسه ليتجه البعض إلى هذا المعسكر وحلفائه أو ذاك مما ولّد تقاطعات زادت من مأساة المجتمع ... اختلفت الآراء ولازالت مختلفة إلى حد التناحر وأصبح كل فريق يميل باتجاه يختلف عن اتجاه الفريق الآخر وهكذا أصبحت المواقف تتباعد أكثر فأكثر وصار التناحر يزداد حتى على أساس الميل لهذه الدولة أو تلك وكل فريق يظن انه على الطريق الصحيح أما الآخرين فهم على خطا أمام هذا التشرذم بالمواقف ما عاد هناك موقف موّحد يجمع العرب فمنهم من يرى أميركا هي المنقذ ومنهم من يرى روسيا هي المنقذ ..وتناسوا نقطه جوهريه جدا وهي انه لا أميركا وحلفائها ولا روسيا وحلفائها سيحققون آمال شعوب المنطقة ، لان الدول العظمى تعمل على تحقيق مصالحها على حساب الآخرين...فالمنقذ الحقيقي لكل ما يعانيه العرب وسكان المنطقة من مختلف الأديان والقوميات هي الهوية الوطنية أولا ، ثم وحدتهم الاقتصادية والسياسية ووحدة المصالح ووحدة المصير ...وإلا ستبقى كل آمالهم أحلاما من سراب.. عبدالكريم لطيف
تاريخ الإضافـة 26/08/2017 - 14:48