ماراثـــــون الإنتخابــــاتخط الشروع لسباق التسقيط السياسي ---------------------------------- تعد مقولة هنري ميلر: “أختلف معك، لكنني أقاتل كي تقول رأيك بحرية” واحدةً من معطيات المنظومة الفكرية الأوربية، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، التي نهضت بالفرد، ليرتقي بنفسه ومجتمعه؛ صعوداً الى علياء الحضارة، التي حسمت كل المعضلات المتوارثة من الماضي الى الحاضر هيأته بتكييف لا يدع شأناً عالقاً قد يأتي بإشكالات مستقبلية، فطاب العيش فيها رغداً “روح وريحان وطيب مقام” دفع أبناء الشرق لإلقاء أنفسهم وأولادهم في البحر، علّ إحتمال واحد من المليار، ينجيهم من الغرق، في الأعماق اللانهائية، لبحار هائجة أمواجها كالجبال.فهم الآخر وإحترام قناعاته بصوابها وخطئها توافقاً او إختلافاً، من دون اللجوء للتضاد معه أو نسفه، جزء من مرونة وعي فاض من الشخصية الاوربية التي أفادت من مآسي الحربين العالميتين، في تعلم صنع البهجة وإغداقها على المحيط الاجتماعي من حولها، تغمر إنسانيته بالمحبة، تبجيلا لكونه انساناً وتلك دالة الهية بحد ذاتها؛ لأن الرب فطر العباد على صورته تقدست آلاؤه فتجسدت عظمة الكون في البشر!ومن جملة مظاهر الحضارة الاوربية التي تعلمت السلام من الحرب، هي المنافسة الشريفة، بدءاً من لعب الدومينو في المقاهي الشعبية وإنتهاءً بالانتخابات الرئاسية باهظة النتائج يجري التنافس برهافة إنسيابية تنسق سعيها لنفسها من دون الحط من قدر الآخرأما نحن في العراق خضنا أضعاف ما قاسته أوربا، ولم نستفد “لقد صام هندي فجوع أمة فهل ضر فأر صوم مليون مسلم” عانى العراقيون إعتقالات فظيعة من فراش الزوجية الى ثرامات الشعبة الخامسة، وحروب هوجاء و”عقوبات دولية – حصار” وإرهاب، ولم يتعلموا السيطرة على نزغ الشيطان في النفس الامارة بالسوء، بعد أن تسلم الشعب “ديمقراطية السلطة” من الأمريكان، عقب 9 نيسان 2003، إذ طاشت عقول بعض المسؤولين بإختلاس أموال الدولة، مستغلين مناصبهم في تحقيق رفاه فاحش لعوائلهم والتنكيل بالشعب تجويعا وقتلا فاق ما ألحقه به الطاغية المقبور صدام .ومن مظاهر التشبث بإمتيازات السلطة، تسقيط المنافسين السياسيين؛ لأن الترشح ليس للخدمة العامة إنما خدمة للذات، تمسكاً بالثروة والجاه، وليست إقرار مناهج عمل اداري يسوس البلاد إرتقاء بالعباد، فعند إقتراب الانتخابات بحلول موعدها، بدأت سلسلة حلقات إفتعال التهم الباطلة منها والذي له جذر خفي من الصحة، فضلا عن التشهير بحقائق سبق ان تجاوزوا عنها، والان استحضرها كل منهم ضد الآخر، من خلال مواقع وهمية غير معتمدة، جادين يواظبون على توضيف تهم “معدلة” تهبط بشعبيتهم تبادلا. يتكئون على إنتماءات فئوية وولاءات خارجية، تساعدهم في الانطلاق من خط شروع مارثون الانتخابات سابقين سواهم، ولو على حساب الوطن، في حين يمكن إستثمار طيب العلاقات مع دول الجوار، في بناء البلد، بدل تهديم بعضهم بعضاً وبالتالي يلحق الهدم بالعراق.نصيحة إتخذوا من صِلاتِكُم بالعالم سبيلا لمساعدة العراق على التوازن والثبات والتطور والتنمية، إرساءً للمصلحة العامة؛ التي تؤدي الى إلتفاف قطاعات الشعب حولكم، ولا ترجحوا مصلحتكم الشخصية؛ فينفض الناخبون من حولكم؛ لأنهم سيجدون إنتخابكم خدمة لجهات خارجية تضعكم طوع مصالحها مفرطين بحرمة العراق وثروات شعبه ورهن مواقفه بالإرادات الكبرى. ---------------------------------- مقـالات سياسي أضيف بواسـطة : جريدة كل الاخبار تاريخ الإضافـة : 07/08/2017 - 11:37 آخـر تحديـث : التعليقـات : 0 رابط المحتـوى : https://nahrain.com/content.php?id=102327 رقم المحتوى : 102327 ---------------------------------- موسـوعة النهريـن nahrain.com